:ذكر (الخطیب،2004 )أن عملیة الإرشاد تعتمد على ثلاثة مبادئ رئیسة ھي

المبدأ الأول :مبدأ ھنا والآن Now & Here::

ویتضمن ھذا المبدأ ما یحدث الآن بالفعل في المكان الذي یتم فیه الإرشاد، حیث یستطیع المسترشد ذكر ما حدث له، وسرد أفكاره وأحاسیسه، ومن ثم یقوم بالتعلیق على نماذج سلوكیاته ومشاعره والأسباب التي تدفعه للقلق والتوتر، وبذا یكون على المرشد تحویلھا إلى صیغة الحاضر، حتى یستطیع المسترشد إعطاء رأیه فیھا من جدید، وذلك فقط عندما یتوفر الإقناع الكامل للمسترشد بمشكلته، ونظرا لأن المرشد مشارك فعلي ولیس مستمعا فقط، فلا بد أن یلم بمشاعر وأحاسیس وتفاعلات المسترشد، ویكون قادرا على تقدیم صورة متكاملة للمسترشد على كیفیة حدوث اضطراباته ومشاكله، ووضع الحلول المناسبة لھا بالاتفاق معه، بل لا بد أن تنبع الحلول من ذات المسترشد كما یعلمھا أو یفعلھا.

المبدأ الثاني :مبدأ الانتقال ( التحویل) Transference: :

ویرتبط ھذا المبدأ من قریب أو من بعید بمبدأ ( ھنا والآن ) فقد یتضمن مبدأ الانتقال انتقال المسترشد من مجرد متحدث إلى مرحلة المشارك الفعلي في العملیة الإرشادیة، بحیث ینقل الكیفیات التي حدثت لھ بالفعل، وقد یتضمن أیضا قدرة المرشد على نقل صورة المسترشد من الماضي إلى الحاضر بجمیع أبعادھا، ولیس لمجرد كونھا ذكریات، ھذا على اعتبار أن المسترشد لا یستطیع أن یدرك ما حدث له أو صدق مشاعره، والكیفیات التي تم من خلالھا وصوله إلى ھذه المرحلة.

المبدأ الثالث :مبدأ السریةConfidence:  :

یكمل المبدأین السابقین في إنجاح عملیة التوجیه والإرشاد یعتبر مبدأ السریة مبدأ ا وتحقیق الھدف منھا وھو تخفیف درجة الاضطراب النفسي عند المسترشد بحیث یساعده المرشد على الاستبصار بمشكلته واستكشاف الحل المناسب لھا، لذا تعتبر السریة من المبادئ الأساسیة في عملیة التوجیه والإرشاد نظ را لحساسیة الموقف الإرشادي الذي تمثل فیه السریة دعامة أساسیة لتحقیق الھدف منھا حیث یتم ذلك بین المرشد والمسترشد وفي إطار الثقة المتبادلة بحیث لا یتم الإفصاح عما یدور بینھما إلا بما یتم الاتفاق علیه فیما بینھما، والسریة في جوھرھا من أھم أخلاقیات المرشد التي یجب أن یتمتع بھا، وإلا فمن المتوقع أن تكون ھناك نتائج سلبیة للعملیة الإرشادیة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإرشادي سوءا بدلا من النتائج الإیجابیة التي من المتوقع الحصول علیھا، والتي یسعى المرشد إلى تحقیقھا على أكمل وجھ وفي إطار السریة الكاملة .

:وقد ذكر( حسین ) ثلاثة مبادئ رئیسة للإرشاد النفسي وھي كالآتي

١ .التعاون بین المرشد والمسترشد:

فالعملیة الإرشادیة لیست عملیة قسریة ولا ھي عملیة ذات اتجاه واحد، ومن ھنا لا یمكن أن تتحقق ھذه العملیة وتؤتي ثمارھا إلا عن طریق إیجاد التعاون بین المرشد والعمیل، وھذا یحدث إذا تقبل كل منھما الآخر دون قید أو شرط وصو لا إلى حل مشكلة المسترشد.

٢ .الاھتمام بالنمو الشخصي للفرد:

إن لكل مرحلة من مراحل النمو مطالب ومھام خاصة بھا فإذا استطاع الفرد القیام بھذه سلی وإذا فشل في ذلك یكون من المھام خیر قیام، واستطاع إشباع ھذه المطالب، فإن نموه یكون عرضة لسوء التوافق والمشكلات النفسیة .فالإرشاد أولا وقبل كل شيء یركز على مشكلات الفرد ومساعدته على حلھا.

٣ .الاعتماد على العملیات السلوكیة الفردیة. :

فینبغي على العملیة الإرشادیة أن تراعي الفروق الفردیة بین العملاء حیث إن ھؤلاء وانفعالیا وعقلی العملاء یختلفون عن بعضھم البعض في مختلف جوانب الشخصیة جسمیا، كما یختلفون في المشكلات التي تواجه كلا منھم، ومن ثم ینبغي على المرشد واجتماعی النفسي أن یضع في الاعتبار كل ھذه الفروق والنظر إلى كل فرد على أنه شخص فرید في خصائصه المعاییر الأخلآقیة والمھنیة للإرشاد النفسي ، لقد حدد أعضاء الجمعیة الآمریكیة لرعایة المرشدین معاییر وقوانیین وأعراف ینبغي على القائم بالعملیة الإرشادیة العمل والتمسك بھا، حیث تترجم ھذه المسؤلیة بالعلاقة المھنیة الجیدة مع العملاء والزملاء والأسرة والمجتمع، وأن یتعھدوا بقبولھا والعمل عل تحقیق المقدمات المنطقیة التالیة :ـ

١ـ الحفاظ على مسؤلیات الجمعیة تجاه المجموعة التي یتعاملون معھا أو یعملون من خلالھا.

٢ـ تجنب التمییز ضد شخص ما أو رفض توظیفھ أي بمنعى أخر توفیر الفرص التربویة أو المھنیة على أساس قاعدة العرق أو الجنس أو الدین أو الأصل أو أي شكل من أشكال التمییز.

٣ـ إستمراریة المواصلة مع التطورات المھنیة الحدیثة وتطویر القدرات العملیة والتربویة وكذلك الخبرات العیادیھ.

٤ـ تكوین علاقات مع زملاء العمل والأبتعاد عن العزلة التي تؤدي الى فقدان القدرة على الحكم.

٥ـ أدارة الحیاة الشخصیة من خلال نموذج حي والسعي للحصول على المساعدة الملائمة لحل أي مشكلة شخصیة.

٦ـ تشخیص وتقییم الأجراءات العلاجیة المناسبة للعملاء والتي تقع ضمن حدود وقدرة المرشد النفسي وكفاءته المھنیة.

٧ـ تأسیس حدود ملائمة للعلاقات المھنیة والمحافظة علیھا.

أخلاقیات صنــع القرار

ینبغي على المرشد التربوي والنفسي أن یضع حاجات العمیل قبل حاجاته وأن یتحكم في مسألة الضبط لحاجاته الخاصة وعزلھا عن العلاقة الأرشادیة مع العمیل، وعلیه أن یكون واعیا لحاجاته الخاصة وكذلك لمناطق الضعف لدیه. وقد قام كل من كیتجنسر و ویلفیل(1992,1986, Welfel& Ketchencer (بوصف المبادئ الأخلاقیة التي تعكس الدستور المھني والمتمثلة في مساعدة الأخرین و عدم الآساءة الیھم وأحترام أستقلالیتھم والأخلاص في العمل ویمكن أجمالھا كالأتي:

١ـ قبول وتحمل مسؤلیة ماھو مقید ضمنا أنھ یعكس مایعمل لتعزیز الطمأنینة والراحة للعمیل وخاصة عندما یدخل العمیل مغامرة العلاج وھذا مفید لتحسین ماھو متوقع من أجل العمیل.

٢ـ عدم الآساءة للآخرین، حیث یتضمن الإرشاد التزام المھنیین لیمارسوا العنایة والأھتمام من تجنب العمیل الصراعات بالاضافة الى عدم أستغفالھم وتجنب كل مایسئ الیھم.

٣ـ الأستقلالیة التي تعود على نفس العمیل من حیث أنھا تخص معتقداتھ وحریتھ في التنقل وأختیار الأتجاه الذي یناسبھ، وھذ ا یعني أن المرشد لیس لھ الحق في التدخل أو مشاركة العملاء حیاتھم الخاصة وتطلعاتھم.

٤ـ عمل ماھو ممكن للتأكد من أن الناس قد أعطوا الخدمات الإرشادیة الكافیة دون تمییز فیما یتعلق بالخلفیات الثقافیة والأقتصادیة والدین....الخ.

٥ـ العمل برغبة لفعل ماھو ضروري لخلق جو الثقة والمناخ العلاجي الضروري والذي من خلالھ یستطیع العمیل أن یلمس طریقھ نحو الحلول الممكنة للمشكلة.

 و عليه يمكن القول ان مبادئ الإرشاد هي مجموعة قواعد لابد أن يضعها المرشد في الاعتبار عند البدء في  تعديل سلوك الفرد، وهي كالتالي

-مرونة السلوك الإنسانيّ: السلوك ثابت نسبيا وليس ثابت مطلقاً، أى يوجد نسبة مرونة، فمن السهل تعديله وتصحيحه بالتعليم والتوجيه والإرشاد، ويتغير نتيجة لاكتساب الخبرات والمهارات، والتغيير يكون من الداخل أيضا وليس مجرد تغيير خارجي.

قابلية الإنسان للإرشاد: الإنسان لديه قابلية لاستقبال النصيحة من ذوي الخبرة، بل أنه يحتاج إلى ذلك في معظم الأوقات خلال مراحل النُّموّ المُختلفة، فطبيعة الإنسان أنه اجتماعي لديه القابلية للتفاعل مع الآخرين وقبول النصيحة.

-تأثير سلوك الفرد بالجماعة: كل شخص وله سلوك يتميز به ويتأثر بعقليته وانفعالاته، ولكن ربما يتأثر بالجماعة والعادات والضغوط من حوله، أي أن السلوك ناتج عن عوامل فردية وجماعية، لذلك فعلى المرشد أن يضع في اعتباره تأثير الجماعة على المسترشد بالإضافة إلى شخصية الفرد بحيث يصل في النهاية إلى التوافق الشخصي والاجتماعي.

 -تقبُّل واحترام الفرد: الثقة المتبادلة وتقبل المرشد للمسترشد مهما كانت مشكلته من أهم مبادئ الإرشاد النفسي التي تسهل عملية الإرشاد والتوجيه، وتساعد المسترشد على  البوح بكل مابداخله.

حقُّ الفرد في اتخاذ القرار: الإرشاد لا يعنى اتخاذ القرار مكان العميل، وإنما مساعدة العميل على اتخاذ القرار السليم بنفسه وكيفيه مواجهه مشكلاته، فلا يحق للمرشد أن يجبر العميل على قرار معين أو وجهة نظر معينة.

-حقُّ الفرد في الاستفادة من التوجيه والإرشاد: أي أن المسترشد له الحق أن يجد من يأخذ بيده ويرشده إلى الطريق الصواب، ويقدم له النصيحة.

-استمرار الإرشاد: الإنسان بحاجة إلى النصيحة طوال العمر، عملية التوجيه مستمرة مدى الحياة ويشترك فيها كل من يتعامل مع الفرد من والدان ومرشدين ومعلمين لمساعدة الفرد لحل مشكلاته التي تختلف باختلاف المراحل العمرية.

Last modified: Sunday, 22 October 2023, 11:11 PM