: علاقة الإرشاد النفسًي بالعلوم الأخرى
-العلاقة بين الارشاد وعلم النفس :
يعد علم النفس العام هو المقدمة التي لا غنى عنها لكل الدارسين في المجالات الإنسانية والنفسية، حيث أن السلوك والحاجات والدوافع والميول والاتجاهات هي من المواضيع التي يتضمنها علم النفس العام هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن كل هذه الموضوعات تقع في قلب عملية التوجيه والإرشاد النفسي وأنه من أساسيات عمل المرشد النفسي أن يكون قد أتقن هذه المواضيع كي يكون ناجحاً ونافعاً في عمله.
كما ان علم النفس يدرس السلوك في سوائه وانحرافه , وهو أهم مادة يدرسها المرشد خلال أعداده مهنيا , وعلم النفس الأرشادي هو أحد فروع علم النفس التطبيقي , يعتمد في عملية الأرشاد على علم النفس. وفي نفس السياق فأن الأرشاد النفسي يستفيد من :
علم النفس العلاجي : وهو التعرف على الشخص الصحيح نفسياً والمريض نفسياً ... الخ
علم النفس النمو : وهو معرفه مطالب النمو ومعاييره التي تحدد تقييم نمو الفرد : هل هو عادي ام غير عادي , متقدم متأخر ... الخ
علم النفس الاجتماعي : معرفه سيكولوجيه الجماعة ودينامياتها وبنائها والعلاقات الاجتماعية ... الخ , ومعنى السيكولوجية (دراسة العلم) , اما الديناميات (فتشير إلى نظام من السلوكيات والعمليات النفسية التي تحدث داخل مجموعة اجتماعية).
علم نفس الشواذ : وهو سلوك غريب لشخص غير عادي.
علم النفس التربوي : وهو الاستفادة من قوانين التعلم , إذ أن عملية الأرشاد هي عملية تعلم وتعليم.
علم النفس الصناعي : ويتضمن مشكلات الصناعة والانتاج.
علم النفس الجنائي : وهو معرفه دوافع السلوك المنحرف المضاد للمجتمع.
علم النفس العام : دراسة الشخصية ودينامياتها.
-العلاقة بين الارشاد وعلم الاجتماع :
يهتم علم الاجتماع بدراسة الفرد والجماعة , ويعد علماً أساسياً في اعداد المرشد , وتأتي أهمية الصلة بينهما لأهتمام كل منهما بالسلوك الاجتماعي والقيم والتقاليد والمعايير ... الخ , والأرشاد الجماعي يعتمد على مفاهيم في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع وثيق الصلة بعلم الاجتماع , ويتهم المرشد بدراسة الأسرة بأعتبارها أقوى العوامل الاجتماعية تأثيراً في الفرد وفي تنشئته الاجتماعية ... الخ.
وتعتمد طريقة الإرشاد الجمعي على مفاهيم أساسية في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، كما يهتم المرشد في مجال الإرشاد الأسري بدراسة الأسرة باعتبارها أقوى العوامل الاجتماعية تأثيراً في الفرد، وفي التنشئة الاجتماعية، بالإضافة إلى الاهتمام بمعرفة الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد وأسلوب حياته الاجتماعية في إطار هذه الطبقة، والحراك الاجتماعي الرأسي من طبقة إلى أخرى. ويهتم المرشد بدراسة نظام الحياة في الريف والحضر والبدو، كما يهتم بدراسة الحياة في المجتمعات المختلفة.
ويشترك الإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية في أن كلاً منهما خدمة ميدانية في مجال المشكلات الإنسانية. ويستعير الإرشاد النفسي من ميدان الخدمة الاجتماعية أساليب مهمة مثل دراسة الحالة والمقابلة. ويقدم كل من المرشد النفسي والاختصاصي الاجتماعي خدمات تتناول البيئة الاجتماعية بالتعديل حتى يسهل حل المشكلات. ويشتركان معاً في الاهتمام بمشكلات الأسرة والدراسة والعمل.
-العلاقة بين الارشاد وعلم الإنسان (الإنثروبولوجيا):
يدرس علم الإنسان العناصر الحيوية والعناصر الاجتماعية والثقافية للإنسان والأنماط الثقافية في الأجزاء المختلفة من العالم، مثل, الجماعات البدائية، فيدرس ثقافتها وعاداتها وتقاليدها ليفسر الفروق بين الثقافات المختلفة. ويشترك الإرشاد النفسي مع علم الإنسان في الاهتمام بدراسة شخصية الفرد والمجال البيئي والاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه. وهناك فروق بين الثقافات والحضارات على بالمرشد النفسي أن يحيط بها في أثناء عمله في الإرشاد.
-العلاقة بين الارشاد و الفلسفة:
يمكن للمرشد النفسي أن يستفيد من بعض المفاهيم الفلسفية ,وعليه أن يحيط بها علماً مثل, مفهوم الحرية والاختيار والمسؤولية، ومفهوم المثالية والواقعية والنفعية والمنطق واختيار فلسفة الحياة وهدف الحياة، ومفهوم الأخلاق.
العلاقة بين الارشاد والتربية والتعليم:
تتضمن التربية الحديثة التوجيه والإرشاد النفسي كجزء متكامل لا يتجزأ منها، وهما يمثلان سلسلة من النشاطات المتكاملة.فالتربية تتضمن عناصر كثيرة من التوجيه، والتدريس يتضمن عناصر كثيرة من الإرشاد، وعملية الإرشاد تتضمن التعلم والتعليم كخطوة مهمة في تغيير السلوك. كذلك فإن المدرسة وغيرها من المؤسسات التربوية هي أكبر الأماكن التي تقدم فيها خدمات التوجيه والإرشاد في جميع أنحاء العالم.
العلاقة بين الارشاد والدين:
يعد الإرشاد الديني من أهم طرق الإرشاد النفسي ، لأن العقيدة الدينية السليمة أساس متين للسلوك السوي والتوافق والصحة النفسية ،وقد أجمع المرشدون على اختلاف دياناتهم على أن الإرشاد الديني طريقة تقوم على أسس ومفاهيم ومبادئ وأساليب روحية وأخلاقية وعقلانية. لابد أن يحيط المرشد النفسي علماً بمفاهيم دينية أساسية مثل طبيعة الإنسان كما حددها الله. ومن أسباب الاضطراب النفسي في رأي الدين, الذنوب والضلال والانحراف والشعور بالإثم والخوف والقلق والاكتئاب. أما الوقاية الدينية من الاضطراب النفسي فتتمثل بالإيمان والسلوك الأخلاقي، وخطوات الإرشاد الديني هي: الاعتراف والتوبة والاستبصار والتعلم والدعاء وابتغاء رحمة الله والاستغفار وذكر الله والصبر والتوكل على الله. كما أن ومن أهم أخلاقيات المرشد النفسي احترام ديانة ومعتقدات المسترشد, وأنه لا يحق للمرشد إجبار المسترشد على تغيير معتقداته الدينية دون رغبته أو رضاه.
العلاقة بين الارشاد و علم الشخصية:
لا يخفى علينا بأن لكـل مجـال توجـد هنـاك فلسـفة وأسـس ومسلمات يقـوم عليهـا وتتولى تحديد الإطار الذي ينتهجه المهني الممارس في هذا المجال، وتشكل نظريات الشخصـية المنهج الذي يتبعه المرشد النفسي في نظرته إلى الشخص المريض المضطرب وفي تقييمه لمستوى الاضطراب وكذلك تحديد طرق العلاج والإرشاد المناسبة والهدف الـذي يبغـي الوصـول إليـه، وكذلك في معرفة الهيئة أو الحالة التي سيكون العميل عليها بعد الانتهاء من الإرشاد والعلاج. ويختلف المرشـدون بالنسـبة للطـرق التـي يتبعونهـا في معالجـة العميـل وذلـك وفقـا لمدارس الشخصية التي يتبنونها حيث أن كل أتباع مدرسـة معينـة لهـم اهتماماتهم الخاصـة واتجاهاتهم المهنية والمطبوعة بطابع أو بفلسفة المدرسة التـي يتبعونهـا، فمـثلاً أتبـاع نظريـة التحليل النفسي يهتمون بالكبت ومسائل اللاشعور، في حني يهتم أتباع مدرسة (أدلر) بالشعور وأسلوب الحياة بالنسبة للعميل... وهكذا.
العلاقة بين الارشاد وعلم الصحة النفسية:
:: يعتبر التوجيه والإرشاد النفسي الشق العملي لعلم الصحة النفسية، حيث يمكـن مـن خلالـه ً مساعدة العميل على تجاوز الأزمات النفسية والتي تقف عائقـا لتحقيـق صـحته النفسـية وخاصـة المشاكل النفسية المتعلقة بالقلق والاكتئاب وغريها، فعن طريق الإرشاد النفسي يمكن تبصري العميل بقدراته وإمكاناته الكامنة والتي من خلالها يمكن التصـدي مـن الوقـوع كفريسـة لـبعض الأمـراض النفسية بالإضافة إلى ذلك فـأن الإرشـاد الـنفسي يعمـل عـلى معالجـة الاضـطرابات وتحصـني الجسم بعوامل الوقاية والمقاومة وتحسني مستوى التفاعل الحالي عـن طريـق الاسـتفادة مـن القدرات والاستعدادات الحاضرة والتدرب على تلافي أسباب الاضطرابات