ثانيا: المقابلة تعد المقابلة واحدة من الأدوات و الطرق التي يستعين بها الباحث في جمع البيانات، وعادة ما يلجأ إليها الباحث حينما يكون الأفراد المبحوثين ليس لديهم إلمام كاف بالقراءة أو أنهم يحتاجون إلى عملية توضيح و تفسير بعض الأسئلة التي قد تبدو غير مفهومة لدى بعضهم.

-1التعريف: تعرف المقابلة بأنها "محادثة موجهة بين الباحث و شخص أو أشخاص آخرين بهدف الوصول إلى حقيقة أو موقف معين يسعى الباحث للتعرف عليه من اجل تحقيق أهداف الدراسة " .إنها بذلك تعتبر عملية اجتماعية خالصة تحدث بين طرفين أحدهما يشكل دور المقابل و الثاني يشكل دور المبحوث.

-2أنواع المقابلة: توجد الكثير من أنواع المقابلات، وهي مصنفة بحسب معايير معينة :وهي المقابلة بحسب درجة الحرية في التعبير عن الإجابة، وهناك المقابلات بحسب أهدافها و هناك المقابلات بحسب عدد المبحوثين و هناك المقابلات بحسب طرق إجرائها ، بيد أننا نقتصر على ذكر النوع الأخير منها وهي:

أ- المقابلة الشخصية.

ب- المقابلة الهاتفية .

ج- المقابلة بواسطة الحاسوب.

د- المقابلة عن طريق التلفاز.

 3- مزايا وعيوب المقابلة نتركها لطالب من أجل البحث والمطالعة

ثالثا: الملاحظة

1- التعريف:

    تعد الملاحظة من الوسائل الهامة في جمع المعلومات والبيانات حول الظواهر المختلفة، وتعني: "المشاهدة والمراقبة الدقيقة لسلوك أو ظاهرة معينة وتسجيل الملاحظات أول بأول، كذلك الاستعانة بأساليب الدراسة المناسبة لطبيعة ذلك السلوك أو تلك الظاهرة بغية تحقيق أفضل النتائج و الحصول على أدق المعلومات".

2- أنواع الملاحظة: تنقسم الملاحظة بحسب درجة الضبط إلى:

أ- الملاحظة البسيطة: ويطلق عليها الملاحظة غير الموجهة، ويتم فيها ملاحظة الظواهر التي تحدث تلقائيا في ظروف طبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي، بمعنى أن الباحث يقوم بالملاحظة بشكل تلقائي دون إعداد مسبق ودون استخدام أدوات دقيقة للتسجيل المعلومات.

 ونشير هنا أن الملاحظة البسيطة تنقسم إلى قسمين: الملاحظة البسيطة بالمشاركة، والملاحظة البسيطة بدون مشاركة .

 أالملاحظة البسيطة بالمشاركة وهي تقنية تسمح للباحث بأن يكون عضوا مشاركا في الحياة العامة للجماعة الملاحظة، بحيث يندمج مع الجماعة ويشاركهم سلوكهم وتصرفاتهم المراد دراستها.

ومن مزايا الملاحظة بالمشاركة أنها تعطي معلومات غزيرة ووافية للباحث، وتعطيه الماما بالحادثة أو الظاهرة بشكل وافي،كما أن مصداقية المعلومات تكون بشكل أكبر لأنها مأخوذة من الواقع وليس من أفواه المبحوثين.

أ-2- الملاحظة البسيطة بدون مشاركةوتعني هذه التقنية من الملاحظة إلى اكتفاء الباحث بملاحظة أفراد مجتمع البحث في أنشطتهم المختلفة دونما مشاركة منه لهم.

ويشير العديد من الباحثين والمهتمين بالدراسات المنهجية بأن هذه التقنية (الملاحظة البسيطة بدون مشاركة) مقارنة مع الملاحظة بالمشاركة تمتاز بالموضوعية والحيادية أكثر، وهذا لكون الباحث يكتفي بملاحظة سلوكيات الأفراد وتدوينها، ولا يقوم بربط علاقات مع المبحوثين والانصهار معهم، الأمر الذي يجعلهم يتعلقون به، ويقيمون علاقات معه وهذا ما يؤثر على مصداقية الدراسة والبحث.

ب- الملاحظة المنظمة: يحدد الباحث فيها الحوادث والمشاهدات والسلوكيات التي يريد أن يجمع عنها معلومات، وبالتالي تكون المعلومات أكثر دقة وتحديدا عنها في الملاحظة البسيطة. وتستخدم الملاحظة المنظمة في الدراسات الوصفية بكافة أنواعها.

3- الاعتبارات الواجب اتخاذها للقيام بالملاحظة الجيدة: يتوجب على الباحث بغية الحصول على ملاحظات جيدة ذات فائدة للظاهرة محل الدراسة أن يتخذ جملة من الإجراءات والاعتبارات نذكر أهمها في جملة من الأمور:

·     تحديد الهدف الذي يسعى الباحث للوصول إليه باستخدام وسيلة الملاحظة؛

·     أن يقوم الباحث بجمع معلومات أساسية مسبقة عن الشيء الذي سيقوم بملاحظته.

·     أن يختار الوسيلة الملائمة لتسجيل الأحداث أو المشاهدات التي سيلاحظها مع التدريب على الوسيلة المختارة؛

·     تحديد العينات التي سيلاحظها الباحث و الفئات التي تتكون منها ؛

·     تحديد مكان وزمان الملاحظة مسبقا؛

·     التسجيل الآني للملاحظة وقت حدوثها بطريقة مناسبة تلافيا للخطأ والنسيان وتوخيا للدقة، وقد يلجأ الباحث أحيانا إلى تسجيل رؤوس أقلام ثم يعود بعد ذلك لتفسير الموقف.

4: مزايا الملاحظة: تحظى الملاحظة كأداة من أدوات جمع البيانات على مجموعة من المزايا وهي:

·        يجمع الباحث معلوماته عن الظاهرة في ظروفها الطبيعية مما يزيد من دقة المعلومات

·        يمكن إجراء الملاحظة على عدد قليل من المفحوصين، وليس من الضروري أن يكون حجم العينة التي يتم ملاحظتها كبيرا

·        إمكانية استخدامها في مواقف مختلفة و لمراحل عمرية متباينة

·        أن الباحث يلاحظ الحاضر ولا يعتمد على الماضي

·        أنه يلاحظ الحادث حين وقوعه.

5- عيوب الملاحظة:كغيرها من أدوات جمع المعلومات، فإن الملاحظة يكتنفها جملة من العيوب لعل أبرزها يتمثل في الآتي:

·        أن الملاحظة محدودة بالمكان والزمان الذي تجرى فيها الأحداث، وقد يستغرق ذلك وقتا.

 ·        ارتكازا على النقطة السابقة أن الإنسان غير قادر على تنبؤ حدوث الحدث ليكون موجودا لملاحظته.

 ·        إن الحدث قد يكون مصطنعا وليس طبيعيا، فقد تعمل الفئة تحت الملاحظة إلى اصطناع بعض الانطباعات إذا عرفوا أنهم موضوع بحث معين.

 ·        تدخل بعض العوامل التي يصعب التحكم فيها مما يؤدي إلى صعوبة ملاحظة الحدث الحقيق.


Modifié le: vendredi 15 mars 2024, 16:10