عريس نصرالدين                         مادة علم النفس الايجابي                  السنة اولى ماستر علم النفس العيادي

الدرس العاشر: أساليب الحياة

تلعب أساليب الحياة دورا هامًا في الشخصية، وتعتبر متغيّرًا رئيسيًا، و تمثل معيارًا يمكننا من خلاله فهم الشخصية، وهي الدليل الّذي يقودنا إلى فهم مدى توافق الفرد مع صحته العقلية.

و أشار "أدلر" إلى أنّ هناك ثلاث عوامل تجعل الإنسان يفكّر بطريقة خاطئة، وتتمثل هذه المبادئ الأساسية في: العيوب العضوية، الإهمال، والتدليل الّتي يتعرّض لها الإنسان في الطفولة، وأوضح أنّ العيوب النوعية الّتي عانى منها هي الّتي تحدد طريقة عيشه سواء كانت وهمية أو حقيقية، فإنّ أسلوب الحياة هو تعويض نقص معيّن.

يلعب أسلوب الحياة دورًا مهمًا في حياة الطفل، لأنّه نتاج قوى داخلية و بيئية تساعد الطفل على تشكيل الإتجاه الّذي يريده و الّذي يحمل مجموع دوافعه.(فاطمة بن خليفة، 2022)

هذا و يتطوّر أسلوب الحياة خلال التجارب الحياتية المبكّرة للفرد في أسرته، فالأسرة لها دور بارز في تشكيل توجهات أطفالها في حياة نحو الإتجاه المفيد، أو نحو الإتجاه المتجنب.

إذ يعتقد "أدلر" بأنّ الأفراد يطوّرون أسلوب حياتهم خلال السنوات الست الأولى من العمر، في محاولتهم للتغلب على مشاعر النقص الّتي تتطوّر لديهم خلال فترة الطفولة، الفترة الّتي يشعر فيها الطفل بالضعف و سهولة العطب.

وقد ركّز "أدلر" على إدراك الطفل لأسرته و كفاحه لإيجاد مكان له فيها. وهو يعتقد بأنّ مكانة الطفل في الأسرة عامل مهمّ جدًّا في تطوّر شخصيته، فكلّ شخص يخلق أسلوب حياة له للتغلب على مشاعر النقص، و للتعامل مع المشكلات الّتي يواجهها.

فمثلا: الفتاة المهملة أو الّتي تشعر بإهمال من والديها، فإنّها تحسّ بالنقص في تكيّفها مع متطلبات الحياة، ما يدفعها إلى تبني أسلوب حياة يتصف بالبحث عن الإنتقام أو تطويره أو الشعور بالامتعاض لنجاح الآخرين، أو القيام بالسعي المرضي للحصول على أي شيء تشعر بأنه من حقّها.

يشير أدلر (Adler, 1927) إلى أنّ الأطفال الذكور غالبًا ما يقدّرون بشكل زائد من جانب والديهم، أمّا الإناث فيعاملن على أنّهم غير قادرات على إنجاز أي شيء، فالإناث الّتي سوف يعاملن بهذه الطريقة يشعرن بالتردد و الشك في أنفسهنّ عندما يكبرن، و يتطوّر لديهنّ إنطباع بأنّ الرجال وحدهم هم الأقدر و الأكفأ على إنجاز أي شيء ذي قيمة. و يبيّن هذا مدى أهمية الدور الّذي تؤديه الأسرة في تطوّر أسلوب حياة الفرد (ريحاني و طنوس، 184:2012).

1-             تعريف أسلوب الحياة:

حسب ما ورد في (حسنة أحمد، 15:2021) يشير مفهوم أسلوب الحياة إلى: "خطة معيشية مفصلة تعكس القيم و المبادئ التي إعتمدها فرد أو مجموعة من الأفراد في حياتهم اليومية، بما في ذلك الخلفيات الثقافية و العادات الإجتماعية و المعتقدات الدينية و الفكرية. ومن تمّ فإنّ أسلوب الحياة الّذي يتبناه الفرد يعكس إختيارًا واعيًا لسلوك معيّن بين أنواع مختلفة من السلوك إذ أنّ أساليب الحياة هي في الأساس إنعكاس للثقافة و القدرة الشخصية على الإختيار.

كما أنّ أسلوب الحياة مفهوم أو بنية موجهة مباشرة نحو الهدف، فالناس يبحثون باستمرار عن أهداف حياتهم التي لا تتحدد أو تعتمد فقط على العمليات البيولوجية، إذ إنّها تتطور كهياكل و بنية معرفية موجهة نحو الهدف عندما يستجيب الفرد لبيئته كما يدركها.

ووفقا "لأدلر"، فإنّ أسلوب الحياة يشير إلى مواقف و سلوكيات فريدة من نوعها تتطوّر لدى الفرد من أجل التغلّب على مشاكل الماضي و الحاضر و المستقبل، ولا سيما مشاعر النقص و مهام الحياة و التحديات البيئية. لذلك فهي الوسيلة الّتي تجد فيها هذه المبادئ الغائية السابقة تعبيرًا عمليًا و سلوكيًا، وقد إستخدم" أدلر" مفاهيم مثل "طريقةالعيش، أسلوب الحياة، نمط الحياة، خطّة الحياة، مخطط الحياة، خط الحركة، وحدة الشخصية، الشكل الفردي للنشاط الإبداعي، طريقة مواجهة المشكلات، وتقنية في الحياة".

وعرّف كيفر(Kefir, 1981:402) أسلوب الحياة بأنّه:" الطريقة الّتي من خلالها يرى الفرد نفسهُ و أعماله الخارجية من خلالها، والطرق الّتي يتصرف بها ليحقق تفوّقًا مثاليًا في الحياة.

ويعرّفه رول (Rule, 1985:18) بأنّه: "نمط الفرد العام الذي يؤثر في تفكيره و سلوكه و شعوره".

و يعرّفه موزاك (Mosak, 2005:18) بأنّه: الإطار المعرفي للفرد، و الّذي يختار منه الطرق و الإستراتيجيات الملائمة في التعامل مع واجبات الحياة و مهامها، وذلك للفهم و التفسير و التنبؤ و التحكم بخبراته و تجاربه الّتي يمرّ بها".

و يعرّف مورس (Morris, 1956) أسلوب الحياة بأنّه:" تفضيل الأفراد لأساليب عدّة مختلفة للحياة، وهي قيم الحياة المفضلة لديهم، وهي أيضاً طرائق الحياة المتبعة و الموافق عليها في الثقافة الّتي ينتمي إليها الأفراد.(أحمد العكيلي، بدون سنة 568)

 

وحسب منظمة الصحّة العالمية (1989,Who) فإنّ أساليب الحياة هي مجموعة العادات السلوكية، الّتي جرى تشكيلها و تكوينها من خلال القيمو المعتقدات السائدة في حضارة معينة، ومن خلال الفرص و القيود الّتي تفرضها حالات أو أوضاع إجتماعية و إقتصادية معينة.

وقد ورد في (فاطمة بن خليفة، 27:2022)تعريف كل من فرغيسون fergison و شاي shey و تعريف جونين و كيرن jonynien et kern.

تعريف فرغيسون Fergison: هو نموذج ثابت لسلوك الشخص أو مواقفه، و النظام الّذي يعطى الإتجاه للتكيف مع البيئة الإجتماعية، و النمو و حل المشكلات اليومية، بالإضافة إلى الإستفادة من مزايا الفرص المختلفة المتاحة.

تعريف شاي (Shey, 1986): أسلوب الحياة ليس مجرّد مسألة أنماط سلوكية تعكس العمليات الإجتماعية الأخرى، بل هي الآلية ذاتها الّتي يتمّ من خلالها إستخدام القوة التفاضلية في المجتمع.

تعريف جونين و كيرن (Jonynien et Kern): أساليب الحياة هي طرق شخصية لإدراك الذات و الآخرين و العالم، و الّتي تحدد بدرجة كبيرة كيف يكافح الفرد من أجل تحقيق أهدافه في الحياة.

2-             النظريات المفسّرة لأساليب الحياة:

2-1: نظرية التحليل النفسي:

أ-حسب فرويد:

أكّد فرويد (Frend) على وحدة الإنسان، وعلى العوامل الشعورية، وأهمية مرحلة الطفولة المبكّرة في تشكيل شخصية الإنسان و أسلوب حياته، و يرى "فرويد" أنّ هناك ثلاث أنظمة هي الأساس في بناء أسلوب و نمط الفرد في حياته وهي: "الهو" و الّذي يعتبر النظام الأساسي الشخصية، وهذه الأنظمة الثلاث لها الدور الأكبر في تكوين شخصية الفرد، كما يرى فرويد أنّ الأنا الأعلى هو الّذي من خلاله يبدأ الفرد في دوافعه و غرائزه الأساسية ومن خلاله يحدد أسلوب الفرد لحياته.

كما يرى "فرويد" أنّ أسلوب حياة الفرد تتكوّن في المراحل الأولى من حياته، ومن خلالها تتشكل و تتبلور الشخصية، وتكون قبل النمو النفسي و الجنسي، وقد حددها "فرويد" بـ ثلاث مراحل: المرحلة الفموية، المرحلة الشرجية، المرحلة القضيبية، وهذه المراحل دور أساسي في تكوين أسلوب و نمط حياة الفرد، وذلك من خلال قدرة الفرد على تجاوز هذه المراحل وعدم الوقوف على إحداها، وهذا ما يشكل المحور الأساسي في تكوين شخصية الفرد في المستقبل.(حسنة أحمد، 19:2021)

ب-حسب نظرية هورناي Horney:

ذكرت "هورناي" مفهوم القلق الأساسي في نظريتها في الشخصية، وعرفته بأنّه: شعور بالعجز و الوحدة، ينمو بشكل خفي و يزيد و ينتشر في عالم عدائي. وذكرت أنّ الفرد يمتلك ثلاث أساليب في حياته و علاقاته مع الآخرين وهي:

Ø    التحرّك نحو الآخرين: و يمثل هذا الأسلوب المنطق الّذي يتحرّك الفرد من خلاله في علاقته مع نفسه ومع الآخرين، ويشكل وعي الفرد و حاجته و طموحاته.

Ø    التحرّك ضدّ الآخرين:و يمثل هذا الأسلوب حاجة الفرد إلى السلطة و القوّة و الطموح فالشخص من خلال هذا الأسلوب يرى العالم عدوانيًا، فهو يمارس الدهاء و المكر و العنف مع الآخرين من أجل التفوق و السيطرة على الآخرين.

Ø    الإبتعاد عن النّاس (الإستقلالية): و يمثل هذا الأسلوب حالة الشخص في الإكتفاء و الميل إلى العزلة و الإبتعاد عن الآخرين، والّذي يتكوّن من تصرّفات الفرد الّتي تشكل سلوكه نحو حياته.

2-2: نظرية علم النفس الفردي:

أ‌-                 حسب أدلر: Adler:

إعتمد أدلر على مبدأ الكلية في تفسير السلوك الإنساني، و أنّ الفرد مسؤول عن إتخاذ قراراته و ركز على وحدة التفكير، و الشعور، و الفعل و القيم و المواقف و العقل الواعي و غير الواعي، وقد ركّز على أبعاد عدّة في تفسير السلوك الإنساني مثل المسؤولية، و الإهتمام الإجتماعي، والشعور بالنقص، والتفوّق، و أسلوب الحياة.

من خلال هذه النظرية يعكس "أدلر" الطريقة الّتي يرى فيها الأفراد أنفسهم و ما لديهم من أفكار عن الآخرين، فأسلوب الحياة مركّب من الحاجات و الدوافع، و يتأثر بعدّة عوامل مثل الأسرة و المجتمع و الثقافة، و التنشئة الإجتماعية و مستوى ثقافة الفرد، و أنّ نمط حياة الفرد هو المبدأ الّذي يفسّر الشخص بأسلوب معيّن، إمكانيته في تبني أهداف جديدة.(حسنة أحمد، 20:2021)

و يرى "أدلر" أنّ النقائص النوعية الّتي يعاني منها الشخص سواء كانت حقيقية أم وهمية هي الّتي تحدد أسلوب حياة الفرد، فأسلوب الحياة هو تعويض عن نقص معيّن للحاصل للفرد، و الشعور فيه، فيعبّر الفرد بطريقة خاصّة، كما أكّد "أدلر" أنّ الخبرات الّتي يتعرّض لها الفرد في حياته ليست مهمّة، بل إنّ تفسير الفرد لهذه الخبرات هو المهم.

و يؤكد "أدلر" أنّ لخبرات الطفولة دورًا رئيسيًا في تشكيل نمط حياة الفرد، على الرغم من أنّ النّاس يواصلون تعلم طرق جديدة للتعبير عن طريقة حياتهم الخاصّة، ولكن كلّ هذه الطرق و الأساليب هي مجرّد تفاصيل و توسعات للبنية الأساسية الّتي يتم تشكيلها في وقت مبكر من مراحل حياة الإنسان كما يؤكد أنّ كلّ فرد لديه أسلوبه الخاص في كلّ مرحلة من مراحل نموه، إذ ينعكس نمط التنشئة في الطفولة، إلى أن يطوّر الفرد أسلوب حياته كردّ فعل على سلوك الوالدين.

كما إتفق "أدلر" مع ما طرحه روجرز (Rogers) بأنّ الإنسان لديه الإمكانية و القدرة في أن يحدّد مصيره بنفسه، ويغيّر الكثير في جوانب حياته طبقًا لحاجاته إذا أتيحت له الفرصة و الإمكانيّات.

وعليه يرى "أدلر" أنّ مفهوم أسلوب الحياة يقوم على أساسين منطقيين وهما:

وحدة الشخصية للفرد، و فرضية السلوك. فأسلوب حياة الفرد هو نمط من السلوك الغرضي الّذي يتماشي مع أهدافه، فيكوّن الفرد من خلال ذلك منهجه الخاص في الحياة الّذي يشكّل البوصلة الّتي توجهه نحو الأفعال و الإختيارات في حياته.(حسنة أحمد، 21:2021)

3-             العوامل المرتبطة بأساليب الحياة:

3-1: الأنشطة و السلوك:

يبدو أنّ هناك إجماعًا على أنّ أسلوب الحياة يتضمن أنشطة بما في ذلك أنماط الإستهلاك و الأنشطة الترفيهية، وما يمكن أن يسمى الممارسات المحلية و الّتي يمكن أن تشمل أنماطًا من الطهي/ الإكل، وممارسات تربية الأطفال، و أسلوب تزيين المنزل، وأنشطة تتعلق بالعلاقات الشخصية، و القرابة و صيانة المنزل. ولكن يجب أيضاً تضمين العمل أو الوظيفة مدفوعة الأجر، نظرًا لأنّ الشخص الذي ينتقل إلى وظيفة مكتبية في وسط المدينة على سبيل المثال، سيختبر نمطًا مختلفًا تمامًا من النشاط اليومي عن الفرد الّذي يعمل في مزرعة. يمكن القول أنّ أسلوب الحياة يتميز بمجموعة كاملة من الأنشطة اليومية، بما في ذلك أنماط الإستهلاك و الأنشطة الترفيهية و الممارسات المنزلية و نشاط العمل المدفوع الأجر.

 

 

3-2: القيم و الإتجاهات:

في هذا المفهوم، تؤثر القيم و المواقف على نمط الحياة ولكنها ليست بالضرورة جزءًا من نمط الحياة نفسه. لذلك يمكن القول أنّ الفئات الّتي تنتجها السيكوجرافيك تمثل المجموعات التي من المحتمل أن تشترك في أنماط حياة مماثلة لأنّ لديهم مجموعات متشابهة من القيم، لكن أنماط الحياة المشتركة ليست هي نفسها القيم، إنّها تنتج من القيم بطريقة ما.

3-3: الأفراد في مقابل المجموعات:

في حين أنّ العديد من أساليب الحياة قد تنشأ و تتطوّر من خلال عمليات جماعية وقد يتبني بعض الأفراد نمط حياة نتيجة الإنتماء إلى مجموعة معينة أو بغرض الإنتماء إليها، فمن المؤكد أيضاً أنه من الممكن للفرد أن يطور أسلوب حياة فريد خاص به. في حين أنّ الأسلوب غالبًا ما يكون ظاهرة جماعية، فهو أيضاً مسألة فردية. وقد أكد "أدلر" (1929) على فكرة أسلوب الحياة الفردي، من جهة أخرى (فاطمة بن خليفة، 48:2022)

يقترح Ansbacher (1967) أنّه يمكن إستخدام مصطلح أسلوب الحياة بثلاث طرق: أولا فيما يتعلّق بالفرد كما في عمل Adler، ثانيا فيما يتعلق بالمجموعة، حيث يمكن أن يظهر أسلوب الحياة من خلال عملية ديناميات المجموعة الصغيرة، عل سبيل المثال داخل الأسرة أو الأزواج أو المجموعات الفرعية الثقافية الصغيرة، وثالثا يمكن إستخدامه كمصطلح عام للإشارة إلى الفئات الإجتماعية و الوظيفية و الحالة الثقافية و الفئات الإجتماعية الأخرى.

3-4: التفاعل الجماعي:

إنّ الأفراد اللذين يتشاركون أسلوب حياة مشترك ليس لديهم بالضرورة أي إتصال إجتماعي، على الرغم من أنّه على الأرجح سيكون كذلك. عندما يكون التفاعل الجماعي سمة أساسية لأسلوب حياة معيّن، يمكننا قبول أنّ هذه المجموعة المعينة هي ثقافة فرعية. في حين أنّ جميع المجموعات الثقافية الفرعية لديها أسلوب حياة مميّز، إلاّ أنّ جميع أساليب الحياة ليست ناتجة عن العمليات المعقدة المتأصلة في الثقافات الفرعية و بالتالي، فإنّ التفاعل الجماعي ليس سمة ضرورية لنمط الحياة.

3-5: التماسك:

هناك قدر معيّن من العمل النظري يشير إلى أنّ "مهمة الحياة" الأساسية للأفراد هو البحث عن التماسك و التوافق في مختلف جوانب حياتهم، وفي هذا الصدد يتضمن مفهوم Adler (1929) دوافع الأفراد، و العواطف، والخبرات الثقافية الخاضعة لمنظمتهم، و الّتي تعادل أسلوب الحياة، بينما يتضمن عمل "رينولدز و داردن" (1974) Reynolds et Darden و إيرل Earl (1983) نظرية البناء الشخصي و الّتي مفادها أنّ الأفراد يطورون نظامًا من عدم التوافق و عدم الإتساق. ويضيف بيل (Bell) بأنّه يتمّ التعبير عن الثقافة من خلال "أسلوب الحياة" وهي: عملية مستمرّة للحفاظ على الهوية.

3-6: الإختيار:

بشكل عام فإنّ أساليب الحياة في المجتمعات الغربية تنطوي على الإختيار، على الرغم من أنّ درجة حرية الإختيار تختلف من فرد إلى آخر، ومن مجموعة إلى أخرى ومن وقت لآخر. لكن هذه القضية تتعلق بطريقة تشكيل أساليب الحياة بدلاً من طبيعة أساليب الحياة نفسها، وعمومًا فإنّ الناس لديهم أساليب حياة سواء، تمّ تطويرها في سياق إختيار واسع أو محدود.

(فاطمة بن خليفة، 49:2022).

4-             تصنيف أساليب الحياة:

هناك العديد من التصنيفات الّتي قدمها الباحثون فيما يتعلق بأساليب الحياة، فقد صنفها أدلر Adler إلى أربعة أصناف:

1.    المفيد.

2.    المسيطر.

3.    المتجنب.

4.    ل

أمّا كارين ووايت Kern et white (1989) فقط صنف أساليب الحياة إلى خمسة أصناف وهي:

1.    المتحكم

2.    الساعي وراء الكمال

3.    الشخص المحتاج إلى إرضاء الآخرين

4.    الضحية

5.    الشهيد (فاطمة بن خليفة، 49:2022)

ولكن يعتبر تصنيف "ويلر و كيرن و كارليت Wheeler, kern et curlette (1986)أكثر شمولاً و يتمثل فيما يأتي:

1-             المنتمي: يعكس درجة إنتماء الفرد للمجتمع، وهو مقياس لصحة الفرد النفسية، كما يعكس إنسجام الفرد في مجتمعه ومع رفاقه، وقدرة الفرد على مواجهة متطلبات الحياة المختلفة بالتعاون مع الآخرين، في أن يكون عضوًا في جماعة، ويصنف الأشخاص الذين لديهم شعور كبير بالإنتماء إلى مجموعة أكبر، و الذين هم متعاونون، موجهون لحلّ المشكلات، منفتحون، ماهرون إجتماعيًا.

2-             الضحية: يشعر بتعرّضه للأذي من الآخرين، ويشفق على ذاته، ويشعر بالألم و اليأس لكونه ضحية و مستغلا ولديه علاقة سلبية مع والديه، وقد يرتبط هذا الأسلوب باحتمال تعرّض الفرد للإساءة في طفولته.

3-             الباحث عن الإستحسان:  يرى أنّ  تقييمات الآخرين مقياس لقيمته الشخصية، ويسعى للحصول على الإستحسان و القبول من الآخرين، ويكون محبوبًا من خلال الجهود الّتي يبذلها للنجاح، وتقييم الفرد لذاته من خلال هذا الأسلوب المشتق من عوامل خارجية.

4-             المتحكم أو المسيطر: يرغب في التحكم بالآخرين و التحكن بحياته، ولديه نزعة نحو التزعم و السيطرة على أنشطة الجماعة، وأن يملي على الآخرين ما يجب أن يفعلوه، ويرتبط هذا الأسلوب مع نوع "أدلر" الحاكم، أو الأشخاص الذين يفضلون الهيمنة في الفئات الإجتماعية و القيادة و السيطرة على الآخرين.

5-             الشخص غير الكفء: وهو الشخص الذي يشعر بفقدان القيمة و عدم النجاح في المنافسة مع الآخرين، ويتصرف كأنه لا يفعل أي شيء صحيح.

6-             المدلل (الإعتمادي): وهو الشخص المعتمد على الآخرين، ويتوقع أن يحصل على كل ما يريد في الحياة، ويستخدم الأشكال السلبية في التعامل مع الآخرين (حسنة أحمد، 25:2021).

7-             المستغل الّذي يعتمد على الإنتقام(المنتقم): لديه شعور بالرغبة في الإنتقام من الآخرين وهو الشخص الّذي يشعر بالأذى، ويشعر بالغضب عندما تسير الأمور خلاف ما يريد، و يوصف بأنّه متمرد، وغير مطيع.

8-             المؤذي: وهو الشخص الّذي يستغل الآخرين، ويعتمد على إيذاء الآخرين،  ويستمتع بمضايقتهم، ويوصف بقيامه بسلوكات تخريبية، ولا يحترم حقوق الآخرين، وهدفه إيذاء الآخرين فقط، أي دون وجود سبب يدفعه إلى ذلك.

9-             المذعن (الملتزم): هو الشخص الخاضع بشكل سلبي، ويوصف بأنّه مساير للآخرين بشكل سلبي، ومطيع للآخرين و يسعى لإرضاءهم، وهو يشبه الشخص الّذي يفضل العيش و الإلتزام بمعايير خلقية عالية جدًّا.(حسنة أحمد، 25:2021)


Last modified: Tuesday, 14 November 2023, 8:52 PM