نظريه الارشاد المعرفي عند فيكتور ريمي:   .1

    ولد فيكتور شالز ريمي( 1913-1987) في مقاطعه هونولولو هاواي بالولايات المتحده الامريكية، وقد حصل علي الدكتوراه من جامعه ولاية اوهايو الامريكيه عام 1943. وتتلمذ علي يد كارل روجز، ومن أهم مؤلفاته: التوجيه والتدريب في علم النفس السريري (1950)، مفهوم الذات كعامل في تنظيم الشخصيه والإرشاد (1971)، وسوء التوافق النفسى (1975).

أوضح فيكتور ريمي من خلال نظريته فرضيه التصور الخاطئ، ويري ريمي أن التصورات الخاطئة تصحح لدي معظم الاشخاص عن طريق الخبرة، إما الاشخاص من ذوي السلوك المضطرب فإن مثل هذه التصورات تمتنع عن التصحيح عن طريق الخبرة والتدريب أو عن طريق التعليل المنطقي من قبل الآخرين، ونتيجه لذلك يكّون الشخص تصوراته  الدفاعية الخاطئة، ولا يتمكن من التعرف علي التصورات الخاطئة الأكثر تهديداً. فالتصورات الخاطئة تتجمع في شكل سلم هرمي، وعندما يتم التخلص من تصور خاطئ مركزي، فإنه من المحتمل أن تتغير تصورات أخري نتيجة لذلك.

عمل المرشد النفسي:

يتمثل الإرشاد النفسي القائم علي فرض التصورات الخاطئة في العثور علي التصورات الخاطئة التي تحكم السلوك والعمل علي تغييرها. فالمرشد بعد ان يشخص المشكلات الرئيسيه للمسترشد، ويحدد المجموعات الأساسية من التصورات الخاطئة، ينتقل بعدها إلي مهمة تغيير هذه التصورات الخاطئة الاساسية، عن طريق مهاجمتها بالطريقة ذاتها. ومن الطرائق التي يستخدمها المرشدون  بطريقة ريمي لتقديم الأدلة او البراهين للمسترشدين مايلي:

اختبار الذات: يقوم المرشد النفسي حسب هذه النظرية بتشجيع المسترشد بالتحدث عن نفسه، أي أن ينشغل في اكتشاف ذاته، وهو إجراء يتيح فيه المرشد للمسترشد بشكل غير مباشر فرصه التعرف علي الدليل من خلال تشجيع انعكاس المشاعر واستجلائها لتسهيل عملية اكتشاف المسترشد لذاته، ويمكن ان تؤدي عملية اكتشاف المسترشد لذاته الي استبعاد التصورات الدفاعيه الخاطئة وتحل محلها تصورات صحيحة حول علاقاته بذاته وبالآخرين.

الإيضاح أو التفسير: يشتمل التفسير علي مجموعة من الاساليب التي تساعد المسترشد علي تحديد التصورات الخاطئة، وتوجيهه في عمليه إظهار الذات. ففى التفسير يعطي المرشد المسترشد المعلومات التي لاتكون متوفره له عن طريق عكس المشاعر. وتركز عملية عكس المشاعر علي المعاني التي عبر عنها المسترشد بما فيها الجوانب المعرفية والانفعالات.

 إظهار الذات: تعتمد عمليه اظهار الذات علي مواقف واقعية تدفع المسترشد الي مراقبة ذاته ومعايشة قناعاته وافكاره الخاطئة حول نفسه في علاقاته مع الآخرين.

التعليم بالنموذج: يتضمن هذا الاسلوب النمذجة, حيث يقوم المسترشد بملاحظه نموذج معين من النشاط، ويتخيل نفسه يقوم بالنشاط ذاته.

الجدير بالذكر إن هذه الاساليب تستخدم في معظم الاحيان متداخله مع بعضها البعض، ولا يستخدم كل أسلوب في معزل عن الاسلوب الاخر.

عمل المسترشد: يتمثل عمل المسترشد في هذا النوع  من الارشاد فى القيام بالآتى:

المراجعة المعرفية: إن القاعده الاساسية في المراجعة هي: لكي يغير فرد ما تصوراً او مفهوماً من أي نوع فإنه ينبغي ان تتاح له الظروف لفحص الأدله  المتوفرة حول هذا التصور أو المفهوم. فمع وجود العلاقه بين المرشد والمسترشد في عمليه الارشاد، تكون المراجعة المعرفيه سهلة لامكانية اسهام المرشد فيها من جهة، ولأن المسترشد يقوم بتنظيم افكاره ويتبني اتجاهاً اكثر موضوعيه نحو مشكلاته، ولذلك ينجح كثير من الأفراد في حل مشكلاتهم النفسية اليومية من خلال عمليه المراجعة المعرفية. أما التصورات المعقدة (الصعبة) فإنه يكون من النادر تغييرها من اختبار واحد. أما المرشد الذي يشترك في مراجعة معرفية متكررة مع المسترشد  فإنه يتمكن من الوصول الي حلول معرفية مناسبة. ومن أساليب المراجعة المعرفية مثلاً: المراجعة اللفظية البسيطة، والمراجعه المعرفيه بالتخيل، ففى هذه الحاله يتم توجيه المسترشد ليشترك بشكل متكرر في تخيل  التفاعل مع الأشخاص أو الأشياء التى تمثل مصدر للتصورات الخاطئة.

الإستبصار: يكون الإستبصار في اعتراف المسترشد بأن لديه مجموعة من التصورات الخاطئة المرتبطة ببعضها البعض. مما يمثل تغيراً في الإدراك يساعد المسترشد علي نبذ تصوره الخاطئ. ولذلك يكون الإرشاد النفسي حسب هذه الطريقة  سلسلة من الإستبصارات.


Last modified: Tuesday, 21 November 2023, 11:09 PM