:نظريه الإرشاد المعرفي عند بيك
يقرر بيك صاحب أكثر نظريات الارشاد المعرفي شيوعاً أن منهجه نسق إرشادي يقوم علي أساس نظرية فى السيكوباثولوجيا ومجموعة من الاسس والاساليب الارشادية والمعارف المستمدة من البحوث الأمبيريقية. ويقوم الإرشاد حسب بيك علي اساس نظري عقلاني، وهو الطريقه التي يحدد بها الافراد أبنيه خبراتهم كيف يشعرون وكيف يسلكون، فإذا فسروا موقفاً بإنه خطر فإنهم يشعرون بالقلق ويريدون الهروب.
أسس النموذج المعرفي :
يستند النموذج المعرفي إلي عدد من الأسس هي كما يلى طبقاً لبيك:
1. الطريقه التي يشكل بها الأفراد بنيه الموقف تحدد كيف يشعرون ويسلكون.
2. تفسير موقف يحمل في طياته مكامن الضغط, عملية نشطة ومستمرة تشتمل علي تقديرات متتابعة للموقف الخارجي وقدرات الشخص علي مواجهة الموقف والمخاطر والتكلفة والكسب.
3. لكل فرد حساسيته الفردية التي تميل به إلى المعاناة السيكولوجية كما أن الحساسية الخاصة للشخص المعين يستثيرها عادة نوع من الضغوط الخاصة بها.
4. تؤدي الضغوط في النشاط العادي للتنظيم المعرفي، وحين تكون المصالح الحيوية للفرد مهددة, فإن النظم المعرفية البدائية والمميزة للفرد تنشط, وينزع الفرد الي إصدار أحكام متطرفة ومطلقة ومنحازة وشمولية إلي جانب واحد.
5. تفسر الفروق في تنظيم الشخصية بعض التباين الكبير في حساسيات الافراد للضغوط.
6. تتكون زملات مثل اضطرابات القلق والاكتئاب من مخططات Schemas منشطة بقدر زائد وذات مضمون خاص بالزملة المعينة.
7. تحدث تفاعلات المعاناة مع الأفراد الآخرين في دورة من الاستجابات المعرفية اللاتوافقية التي تتبادل التدعيم، وتؤدي ميكانزمات معينه مثل الطراز المعرفي المتمركز حول الأنا، والتشكيل framing والاستقطاب الي زياده تنشيط الميكانيزمات المرتبطة بالاكتئاب والقلق والبارانويا والاضطرابات النفسية الأخري .
8. قد يُظهر الشخص نفسه الاستجابة البدنية للتهديدات السيكولوجية الاجتماعية أو الرمزية التي يظهرها للتهديدات الفيزيقية. وتتضمن تعبئه مسلسل (القتال- الهروب – التجمد) نفس النظم المعرفية الحركية سواء أكان مستوي التهديد أو التحدي هو هجوم فيزيقي أو نقد اجتماعي.
بدأ بيك بالأسلوب السلوكي المعرفي فهو لاينفي أثر البيئه علي السلوك كما أنه أقرب الي السلوكيين في علاجه المعرفي. مهمه العلاج عند بيك في علاج القلق هو أن يعلم المسترشد قدرات السيطره علي القلق وليس كيف يضع حداً للقلق او محوه نهائياً.
الخطه الارشاديه: يتم فيما يلى إستعراض ارشاد القلق كمثال حيث يسير بيك في علاجه للقلق وفق خطوات أساسيه كالآتي :
اولاً: يقوم بيك فى خطته الارشادية بتشخيص وتمييز الاضطرابات المصاحبه للقلق، إذ أن DSM-4 يميز بين ثمانيه اضطرابات مرتبطه بالقلق.
ثانياً: بعد تمييز الإضطراب المصاحب للقلق يسير الإرشاد في الخطوات التاليه:
1. لابد في البدء أن يميز المرشد بين القلق والإضطراب المصاحب. والتحقق من درجة وشدة كل منهما قياساً أيهما ظهر أولاً، ففي حاله إكتئاب والقلق هنالك مقياس H.A.D.S المقياس العيادي للقلق والاكتئاب.
2. أن يعطي المرشد المسترشد شرحاً لخطوات العلاج وأن يكون مفصلاً ومبرراً كتابياً علي الورق مثل عدد الجلسات، تحديد الهدف، خطوات العلاج.
قدم عالم النفس والمعالج النفسي بتلر(Butler 1985) نموذجا لمعالجه القلق العام يشمل تصورا ً لاسباب القلق وكيفية التعامل معه من منظور معرفي، حيث أن هنالك عوامل متداخله لظهور القلق العام وهي تنقسم إلي قسمين أولهما في شكل ضغوط شديده يدركها ويحسها الفرد (الظرف)، وثانيهما في شكل قابلية للإستجابه القلقية (إستعداد). وضح أن للقلق مستويان الأول نتاج للعاملين (الظرف والاستعداد) والثاني نتاج للأول، وفي كل منهما يظهر القلق في أربعه مظاهر كالآتي:
المستوي الأول:
أ. مظاهر فيزيولوجيه ( توتر, قلق, ألم ظهر...ألخ)
ب. مظاهر معرفيه ( تفكير مضطرب).
ج. مظاهر سلوكيه (عدم القدره علي التركيز)
د. مظاهر عاطفيه (الحركه الزائده، عدم القدره علي الجلوس في مكان واحد) .
المستوي الثاني:
أ. الهروب والتفادي أى التهرب من كل أشكال الصراع.
ب.شده اليقظة والمراقبة أكثر من اللازم.
ج. التفسير الخاطئ للأحداث المحيطة.
د.الإحباط وتثبيط الهمه يدخل المريض في سلسلة من تأنيب الضمير والنفس.
ثالثاً: وضح بتلر أيضاً من أين يبدأ المرشد علاج القلق، وذلك بعد تحديد المستوي مع الأخذ في الإعتبار الفروقات الفردية، كما أكد بتلر أن الهدف الأساسي هو التركيز علي تدريب المسترشد علي كيفيه السيطرة علي القلق، وأن يبدأ المرشد في معالجته لاضطراب القلق العام بالإحباط Demoralization الذى يعبر عن الهمة المثبطة، وتأنيب الضمير، ولوم النفس، وهذه أكثر المراحل تعقيداً فيجب أن يغير المسترشد تجاهه وفكرته عن نفسه ويقوم المرشد بــــ :
1. استخدام أمثله لاثبات ان ليس للمسترشد ذنب فيما حدث.
2. توضيح أن المريض فقط يحتاج الي قوه عزيمه.
3. يوضح المسترشد كيفيه التعامل في الظروف التي يحدث فيها القلق.
4. أن ينتقل من الافكار التي تتعارض مع المهمه إلي الفكره التي تساعد علي إنجاز المهمه. أي عندما تأتيه فكره محبطه يجب أن يذكر فكره ترفع الهمه.
ثانياً: المظهران الثاني والثالث معاً (شده اليقظه، والتفسير الخاطئ) يري بيك أن علي المسترشد أن يسأل المريض ثلاثه أسئلة الهدف منها المساعدة علي التعامل مع إعاده بناء الشخصية وهي:
1. ما الدليل على الأفكار الخاطئة ؟
2. ما الطريقة التي يمكن أن يقيم بها الموقف؟
3. ماذا سيحدث ؟
بعد مناقشه الأفكار الخاطئة وتحديدها يطلب بيك من المريض أن يملأ اليوميات - واجب منزلي معرفي- أن يسجل المريض الأفكار السالبة، وبعد مناقشة هذه الجلسات يري بيك أن تبدأ طريقه جديدة تهدف إلي الكشف عن أهداف المريض. وفي الغالب أفكار المريض تكون سالبة لأنها ناتجه عن تفكير مريض، وهنالك كما يري بيك ثلاثه أهداف شائعه تمثل الخارطة في حياة الفرد المريض وهي:
أ. السعي لتحقيق القبول.
ب. تقبل جميع الناس.
ج. التحكم فى الاشياء غير المتوقعه وهي تحوي أفكار غير عقلانيه.
ثالثاً: المظهر الأول: الهروب من كل اشكال الصراع واستراتيجيه بيك في هذه الحاله تتمثل في المواجهه بالتدرج مصحوباً بالتحدث مع النفس وهذا هو المحتوي الفكري المعرفي.
رابعاً: المظهر الفيسولوجي: واستراتيجية بيك في هذه الحاله الاسترخاء العضلي Relaxation) Muscles) لأن الاسترخاء في الجلسات الاولي يعطي المريض الفرصة للسيطرة علي الموقف والاطمئنان قليلاً.
خامساً: المظهر السلوكي: تسمى استراتيجيه بيك بـ (Wasp) وهذه الحروف تمثل البداية لكلمات: التمهل والتمعن والاستمرار بالهدوء مثال : مهلك، تمعن، أستمر، بهدوء.