الدرس 09: التواتر الزمني
-التواتر الزمني في نماذج روائية وقصصية جزائرية:
3-1- المحكيّ المفرد: يتعلق بما يحكى مرّة واحدة في الخطاب، ويكون قد حدث مرة واحدة في القصّة، كما أنه يعد أكثر ذيوعا واستعمالا في خطاب المحكي. ومن أمثلة ذلك، العبارة التي ذكرها جينيت كمثال عن هذا النوع من التواتر: (أمس نمت باكرا)[1]، حيث تعلن هذه الجملة عن ورود الحدث مفردا في القصة وفي الخطاب معا. وكأن نقول: (وصل المسافر ليلة البارحة). ويرمز له بالصيغة الرياضية الآتية: [1R/1H]؛[2] أي: 1خ/1ق (مرة واحدة في الخطاب ومرة واحدة في القصة).
ومن أمثلته كذلك في رواية "الحوات والقصر" للطاهر وطار طريقة عرض الأحداث في الخطاب، حيث كان السارد -عموما- يحكي الأحداث والوقائع التي جرت لعلي الحوات تبعا لرحلته وتنقلاته بين القرى السبع، معتمدا صيغة الحكاية المفردة؛ أي حكاية الأحداث وفق نسق زمني تتابعي (من-إلى)، مما جعل طريقة الحكاية المفردة هي الأنسب لذلك؛ لأن الأحداث الواقعة مرة واحدة، كانت تسرد في معظمها بشكل مفرد. ويكفي القارئ العودة إلى الرواية كي يدرك طريقة توظيف هذا الشكل المفرد للحكاية المتواترة في خطاب المحكي الروائي.
وتعرض الأحداث في رواية "ما تشتهيه الروح" لعبد الرشيد هميسي وفق نمط الحكاية المفردة تماشيا مع رحلة البطل "حسن شرقي" من وادي سوف إلى الحراش بالعاصمة، بحثا عن توبته، وعن إسلام المرادي التي ورد اسمها في الرؤيا المنامية التي كان قد شاهدها.(بلغ إسلام المرادي:"كلُّ شيء في حينه، الله لا يهمل أحدا، حان حِين القدر، جفت الأقلام وطويت الصحف". وكانت "إسلام المرادي"، قد رأت الرؤيا نفسها؛ لأنها كانت تدعو الله وتناجيه أن يزوجها برجل يكون تائها في معاصيه وخطاياه، وأن تكون هي سببا في هدايته، وبما أنها استعجلت الإجابة، جاءها الرد رؤيا منامية -كذلك- :"كل شيء في حينه، الله لا يهمل أحدا...".وبالفعل يسافر البطل "حسن" إلى العاصمة ويلتقي بـــ"إسلام" المرأة المتعبدة المتصوفة، فيهدى بسببها، ويتمكن من حل اللغز، واكتشاف السر الذي يقف وراء الرؤيا التي شاهدها، ذلك لأنه سيرجع إلى وادي سوف، دون أن يبوح لإسلام بالرؤيا التي شاهدها، فيضطر إلى مراسلتها معتذرا عن انتحاله لصفة الصحفي المحقق، وطالبا يدها من أجل الزواج، فتجيبه برسالة تبوح له فيها هي الأخرى بسر الرؤيا التي شاهدتها كذلك، وأنها راضية به زوجا؛ لأن الله قد اختاره لها من بين الرجال، لتختم رسالتها قائلة: "أما الرمل فبلغه أني قادمة إليه، تقصد رمال وادي سوف". وهكذا فقد عرضت الحكاية وفق نسق زمني تسلسلي متصاعد، وجد في المحكي المفرد صيغة مثلى لسرد الأحداث كما جرت في الواقع.
وفي رواية "هاوية المرأة المتوحشة"، يستعرض السارد بعض الأحداث بطريقة الحكاية المفردة، فيحكي في الخطاب مرة واحدة، ما حدث في القصة مرة واحدة أيضا، ومن ذلك ما جاء على لسان السارد (مزراق) الذي يسرد بعض الأحداث الخاصة بحياته، ابتداء من حدث مولده الذي كان "عام 1970 في غرفة بالطابق العلوي لبيت عتيق في حي العناصر؛ يطل على هاوية المرأة المتوحشة...كانت القابلة عجوزا من زقاق ميموزا بحي المرادية، تدعوها النسوة خالتي دوجة..."[3]، إلى حدث نشأته وتعليمه الجامعي، إلى أن أصيب بأزمة نفسية، ومرض عصبي ألزمه المكوث سنة كاملة في مصحة دريد حسين الكائنة بغابة هاوية المرأة المتوحشة. "نشأت يتيما تحت رعاية إخوتي، بعد وفاة والدي في حادث سيارة سنة 1984 وأختي وريدة في المهد آنذاك، دخلت الجامعة بعد إصرارهم على إتمام تعليمي، لم يكن ذلك سهلا والبلد يطبعه الرعب والخوف؛ فانقطعت عن الدراسة بعد أزمة نفسية تجاوزتها بصعوبة كبيرة"[4]. ثم أخيرا حدث يوم هجرته وتوديعه لوالدته. "كان الصباح نديا في ذلك اليوم الخريفي من أيام شهر أكتوبر...نهضت من فراشي، لم أغسل وجهي، وذهبت مباشرة لأرى وجه أمي المشع، كانت في المطبخ تعد القهوة، عانقتها عناقا طويلا، واضعا وجهي بين رقبتها وكتفها اليسرى، شعرت بدفئها يسري في جسدي كله، ورحت أشم رائحتها التي لن أشمها منها بعد ذلك اليوم...غادرتها مكرها، غادرت البهجة، المحروسة، أو بلاد سيدي عبد الرحمان كما يسميها الأسلاف..."[5].ومن المحكي المفرد في الرواية حدث تعرف مزراق على دحمان[6]، وحدث عقد قران أخته وريدة بدحمان[7].
وقد جاء في رواية "تماسخت" للحبيب السائح هذا المقطع بصيغة الحكاية المفردة: "أمس استخبرت لدى صديق في وجدة فلمّح لي بإمكان إغلاق الحدود بدعوى أن سلطات بلاده لا ترغب في إثارة مشاكل إضافية ما الجار إذ تعتبر ما يجري هنا شأنا داخليا"[8]. فحدث الاستخبار وقع بالأمس، وعبر عنه السرد مرة واحدة كما كان عليه الحال في صورته الواقعية.
3-2- المحكيّ المفرد التّرجيعيّ: وهو أن يحكى مرّات عديدة في الخطاب ما حدث مرّات عديدة في القصّة. ويعد أقل أنواع المحكي المتوتر حضورا في خطاب المحكي. ومن أمثلته ما أورده جينيت كذلك: (نمت باكرا يوم الإثنين، نمت باكرا يوم الثلاثاء، نمت باكرا يوم الأربعاء)[9]، وكقولنا: استيقظ الرجل باكرا يوم الأحد، واستيقظ الرجل باكرا يوم الإثنين، واستيقظ الرجل باكرا يوم الثلاثاء. ويعبر عنه بالمعادلة الآتية: [nR/nH][10]؛ أي: س خ/س ق (مرات عديدة في الخطاب ما حدث مرات عديدة في القصة).
يتكرر حدث شروق الشمس في قرية عين آدم (رواية الألسنة الزرقاء) مرات عديدة، فيذكره الخطاب بنفس عدد مرات وقوعه في القصة، وكان السارد يعتمد على هذا المشهد في افتتاحية الكثير من فصول الرواية. فقد جاء في افتتاحية الفصل الأول: "تتمطط الشمس شعاعا فشعاعا..."[11]. وجاء في افتتاحية الفصل الرابع: "عادت الشمس لتتمطط بأشعتها الودودة المتلطفة في السماء..."[12]. وفي مفتتح الفصل السادس: "لا سحابة تخدش صفاء السماء الزرقاء، وشمس اليوم الأخير من أكتوبر تتوهج بأشعتها الدافئة..."[13]. وفي مفتتح الفصل التاسع أيضا:"تشرق شمس عين آدم، وتنسج خيوطها الفضية في كسل..."[14]. وفي بداية الفصل الثالث عشر:" شمس عين آدم باهتة كالغيرى، أو كأنها أشرقت بلا شعاع..."[15]. وفي الفصل التاسع عشر:"أقبلت شمس رأس السنة باهتة حزينة موشحة بستائر الضباب الكثيفة..."[16]. وفي الفصل الثالث والعشرين:"أشرقت الشمس، وأشرق وجه حليمة بنت الجيلالي، وهي تسمع خبر عودة المدرسة..."[17]. وفي الفصل التاسع والعشرين:"وأطلت شمس اليوم الأول من العيد باستحياء..."[18]. وفي فاتحة الفصل الأخير: "استيقظت الشمس متكاسلة، كعادتها صبيحة كل نكبة..."[19].
كما يتكرر حدث نجاة السارد من الموت في رواية "زوج بغال" لبومدين بلكبير، فيحكى في الخطاب ما حدث في القصة بنفس عدد المرات التي كانت في الواقع الحقيقي. "كما نجوت ثلاث مرات من موت محقق أثناء الثورة التحريرية؛ في المرة الأولى رصاصة فجرت رأس الشهيد الطاهر الملتصق بجنبي الأيسر، والرصاصة الأخرى فجرت الصخرة التي كانت تخفي الجزء الأيمن من جبهتي. أما في المرة التالية خرجت صدفة من صف سير الجنود، لأنني انشغلت بمطاردة أرنب بري لفت انتباهي لونه الأبيض الناصع المخلوط بالبني الخشبي وأغرتني سمنته، فانفجر لغم أرضي على الرجل اليمنى للأخ المجاهد الصغير بارة بدلا مني، إذ كان خلفي مباشرة في خط السير، وتقدم بعد أن تركت الصف، وهو إلى غاية اليوم يعيش برجل خشبية وضعت له في مشفى تونس آنذاك. وفي المرة الأخيرة كادت أن تعثر علي فرقة الكولونيل شاربونيي أو فرقة الجحيم كما كنا نسميها آنذاك...ونجوت حينها من الموت بأعجوبة، إذ سارع فلاح، كان عائدا صدفة بأغنامه إلى مساعدتي على الاختباء خلف كوخه الحجري، بمطمور القمح على عمق أمتار تحت الأرض، فكان من الممكن أن أكون ميتا منذ عقود طويلة لولا تدخل القدر لصالحي ثلاث مرات"[20].
وفي رواية اختفاء "السيد لا أحد" يذكر السارد حدث تردد "السيد لا أحد" على مقهى "عمي مبارك"، ومما يدل على ذلك في الخطاب المقاطع الآتية: "عرفت ذلك في المقهى..."[21]. "ذهبت باكرا جدا للمقهى"[22]. "بقيت أنتظر نهاية الكشف، الساعة الكاملة، قضيت نصفها في المقهى"[23]. "أما أنا فأذهب لقضاء حاجتي في مرحاض المسجد أو في مقهى عمي مبارك"[24]. "لاحظت نظراتهم لي في المقهى، يتوجسون من الغريب الذي حل فجأة بينهم"[25]. "عدت من المقهى، وجدت العجوز في حالة حرجة"[26].
ومن الأمثلة كذلك، هذا المقطع من رواية "عين حمورابي": "في تلك اللحظة، وأنا أواجه الحمداوي، لعلع طلق نار قوي وراء التلال. ولم تمض ثوان حتى تلاه طلق آخر. انطلقت صيحات وولولات نساء في الجو كانت تصلنا من بعيد. تلتها سلسلة من العيارات النارية أكثر حدة وكثافة. ثم لعلع صداها القوي في أرجاء الدوّار. وبعد دقيقة من التحجر عاد السكون يخيم في البطاح المقفرة"[27]. فمن يتأمل المقطع، يكتشف أن حدث إطلاق النار، تكرر مرات عديدة في القصة، وبما يناسبه من المرات في الخطاب، بما في ذلك صداه الذي عبر عنه الخطاب كذلك.
3-3-المحكيّ التّكراريّ: وهو أن يحكى مرّات عديدة في الخطاب ما حدث مرّة واحدة في القصّة. ومن أمثلته عند جينيت: (أمس نمت باكر، أمس نمت باكرا، أمس نمت باكرا)[28]. وكقولنا: وصل المسافر البارحة، وصل المسافر البارحة، وصل المسافر البارحة. ويعبر عنه كالآتي: [nR/1H][29]؛ أي: س خ/1ق (مرات عديدة في الخطاب ما حدث مرة واحدة في القصة).
يتكرر حدث لقاء "خالد" بــــــ"حياة" في رواية ذاكرة الجسد مرات عديدة؛ لأنه يعد أهم حدث صادفه في حياته، ولذلك ألفينا السارد يعود إليه مرارا، وفي أكثر من موقف أو موضع. "عندما أبحث في حياتي اليوم، أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه علي..."[30]. "أي موعد عجيب كان موعدنا ذلك اليوم! كيف لم أتوقع بعد تلك السنوات أن تحجزي لي موعدا على ورق بين صفحتين، في مجلة لا أقرأها عادة"[31]. "كان يوم لقائنا يوما للدهشة..لم يكن القدر فيه هو الطرف الثاني، كان منذ البدء الطرف الأول. أليس هو الذي أتى بنا من مدن أخرى، من زمن آخر وذاكرة أخرى، ليجمعنا في قاعة بباريس، في حفل افتتاح معرض للرسم؟ يوم كنت أنا الرسام، وكنت أنت زائرة فضولية على أكثر من صعيد"[32]. "على مفكرة ملأى بمواعيد وعناوين لا أهمية لها، وضعت دائرة حول تاريخ ذلك اليوم: نيسان 1981، وكأني أريد أن أميزه عن بقية الأيام. قبل ذلك اليوم لم أجد في سنواتي الماضية ما يستحق التميز"[33]. ويسترجع السارد (خالد) الكثير من الأحداث مرات عديدة، ومنها: حدث دخوله إلى سجن الكديا والتقائه بـــ"سي الطاهر"[34]، وحدث تسجيل الطفلة حياة بدار البلدية[35]، ورسم لوحته "حنين"[36]، وأيضا حدث معارضة "ناصر" ابن "سي الطاهر" زواج أخته "حياة"[37] من صديقه المجاهد "سي الشريف" .
ويتكرر الحديث عن حدث مقتل "أسعد المرّوري" في رواية "من قتل أسعد المرّوري" للحبيب السائح مرات عديدة، ذلك لأنه أبرز حدث فيها، انبنت عليه أحداث الرواية ككل، ولذلك تصدر هذا الحدث بداية الرواية، بعدما مر عليه ثمانية أشهر. "لما هاتفني معمر حيمون، مفتش الشرطة القضائية، يبلغني أن محكمة الجنايات برمجت القضية ليوم الإثنين الخامس ديسمبر، كان مر على اغتيال الأستاذ أسعد المرّوري ثمانية شهور"[38]. وبعد استرجاعه لهذا الحدث، يشرع السارد وعن طريق الاسترجاع أيضا، في تصوير مشهد بكاء السيدة خليدة زوجة القتيل "أسعد المروري"، وهي تصرخ محاولة رؤية جثة زوجها. "قتلوه!زوجي. قتلوا أسعد...ربيّيييي، ربِّ! ناظرة إلى سليم، إلى توفيق. أنتما رفيقاه. خلُّوني نشوفهْ!"[39]. ثم يتكرر الحديث عن مقتل الأستاذ "أسعد المرّوري" من خلال تناقل الخبر في الأرجاء، وفي مختلف الأماكن. "واتصلت بمدير التحرير أخبره أنه تم العثور على الأستاذ في مقر الحركة. ميتا؟ سألني، ببرودة"[40]. "لم يكن سمع الألسنة تتناقل شيئا آخر غير خبر العثور على الأستاذ ميتا"[41]. "وشكون يكون قتل الأستاذ؟ تساءل الذي يتلاعب بسكين الزر...وقد ملأ سمعي نحيب أسود مثل صفير ريح عبر شوارع وهران. قتلوه! قتلوه!"[42]. وهكذا يغطي حادث مقتل الأستاذ المروري على كامل أحداث الرواية، ويستحوذ على جميع فصولها تقريبا، فلا يكاد تمر على القارئ بعض الصفحات، إلا ويعيد السارد استحضار هذه الحادثة، واستعراض أهم تطوراتها، وملابسات التحقيق فيها، والغموض الذي ظل يكتنفها حتى النهاية. فها هي زوجة المغدور به، وهي تحضر مراسم دفن زوجها، تساورها الشكوك، فتتدخل قائلة: "ولتعلموا هذا أيها المشيعون! لم أر أسعد إلا في غرفة حفظ الجثث. ولم يحظ طفلاه بإلقاء نظرة أخيرة على وجهه. إنها قتلة ثانية! وإنها لأشد حزنا!"[43]. وها هو السيد قادر رئيس التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي كان ينتمي إليها "أسعد المرّوري"، يتدخل أيضا مطالبا السلطات من أجل التحقيق في هذه الحادثة:"إننا ندعو بإلحاح السيد وكيل الجمهورية إلى تقديم أجوبة عن الأسئلة التي بقيت عالقة حول الظروف الحقيقية التي أحاطت باختفاء الأستاذ أسعد المرّوري. كما ندعو السلطات القضائية إلى الخروج عن صمتها في ما يتعلق بملابسات وفاته"[44].
ويتواصل الحديث عن مقتل "أسعد المروري" في مناسبات كثيرة، منها، تقرير الطب الشرعي الذي يؤكد على لسان الطبيبة "لطيفة منذور" تعرض الضحية للاعتداء والتعنيف الذي أودى بحياته:"أنا الآن في مِشْرحة مستشفى وهران الجامعي. أمامي جثة شخص ذكر تعود لأسعد المرّوري: في حوالي الخمسين. القامة مائة وسبعون. سم الوزن خمسة وسبعون كلغ تقريبا. بعد أن أجريت عملية كشف كاملة على مستوى سطح الجثة، أسجل أن هناك رضَّ جرحٍ حياً بثلاثة سنتمترات على مستوى قمة الجمجمة، رضًّا قشريا دائريا بثلاثة سنتمترات، خدوشا متعددة من بينها كدمات على مستوى المنطقة اليمنى لعظم الجبهة، جرحا حيا في الجهة الداخلية للوجنة اليمنى...أخيرا أسجل أن للوفاة علاقة بالرضوض المتعددة على مستوى الجمجمة...ملاحظة: أستطيع أن أقول إن طابع الجريمة كان على درجة عالية من العنف ومن الوحشية"[45]. ومنها التصريح الذي أدلى به وزير العدل لوكالة الأنباء بالتلفزيون حول هذه الجريمة. "...طبقا للمعلومات التي تحصلت عليها أمسِ من النائب العام فقد تم إلقاء القبض على الفاعل في هذه القضية"[46]. وبربط الاتصال بمحطة وهران يؤكد المراسل، قائلا: "وعلمنا أن مصالح الأمن قدمت المشتبه به في قتل الأستاذ أسعد المرّوري إلى النائب العام. وكان النائب العام بناء على تهمة القتل والسرقة أمر بوضع المشتبه به رهن الحبس المؤقت وإحالة ملف القضية على قاضي التحقيق لمباشرة استجواب المتهم وسماع الشهود"[47]. ولئن كانت العدالة قد حسمت في هذه القضية، وحاولت غلق أبواب الحديث عنها؛ إلا أنها في المقابل ظلت هاجسا، يراود الشخصية المحورية في الرواية، شخصية الصحفي "رستم معاود" الذي تجرع مرارة خيبته لعدم عثوره على جواب -طيلة مدة ثمانية أشهر- عن سؤال واحد، هو: من قتل أسعد المروري."لشعوري بمرارة وبحزن أيضا على أن لغتي ارتدّت إلي خاسئة عن أن تجيب، خلال ثمانية شهور، عن سؤال واحد: من قتل أسعد المروري، راودتني رغبة ملتهبة في أن لا أكتب حرفا"[48]. وأخيرا تنتهي القضية بمحاكمة المتهم سفيان العبودي، وإدانته بالسجن عشرين سنة، وفي أثناء المحاكمة، وفي مواطن كثيرة من الرواية، يتكرر الحديث عن مقتل "الأستاذ المرّوري" مرات عديدة[49]، مما يؤسس لخصوصية الحكاية المكررة التي تنفرد بها هذه الرواية البوليسية.
وفي رواية "هاوية المرأة المتوحشة" تعرض بعض الأحداث بطريقة الحكاية المكررة، فيحكى في الخطاب مرات عديدة، ما حدث في القصة مرة واحدة أيضا، وكمثال على ذلك استعراض السارد (مزراق) لأحداث القتل التي تعرض لها أصدقاؤه الأربعة على التوالي، ففي البداية كان مقتل صديقه زيكو بالخطأ. "سقط زيكو، وارتجف جسمه بقوة كديك مذبوح، ثم توقف جثة هامدة، في بركة من الدم..."[50]. وبعد مقتل زيكو بأسبوع، قتل صديقه الآخر رابح. "بعد الحادث بأسبوع، أطلق مجهولون الرصاص على رابح عندما أدار محرك سيارته، عائدا من عند صهره في حي الشراربة..."[51]. ثم جاء الدور على صديقه الآخر ساعد. "بعد اغتيال رابح بشهر، اغتيل ساعد. هو أيضا شرطي، يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، ناداه شاب لا يتجاوز سنه العشرين، فالتفت نحوه بتلقائية، عند ذلك أطلق الشاب النار على وجهه؛ من محشوشة يحملها في محفظة مدرسية..."[52]. وأخيرا تقتل مونيا. "بعد شهرين من اغتيال ساعد، وقبل رمضان بيوم، تلفظ مونيا أنفاسها، إثر عملية انتحارية عند باب المديرية الولائية للأمن بنهج عميروش، وسط العاصمة..."[53]. فأحداث القتل هذه كررها السارد مرات عديدة بعد سرده لأحداث وقوعها لأول مرة، وكان ذلك في الصفحة التاسعة عشرة:"صدمة اغتيال صديق العمر زيكو كانت قوية جدا، لم أشاهد من قبل مثل هذا الإجرام، ثم اغتيل صديقي الآخر رابح، ثم صديقي الثالث ساعد، ثم مونيا. توالى اغتيال أصدقائي المقربين، تم ذلك في ظرف ثلاثة أشهر"[54]. ثم تكرر حدث مقتل أصدقائه في الصفحة السابعة والثلاثين:"الذين حملتهم معي وظل طيفهم مهيمنا على ذاكرتي ووجداني؛ هم من غيبتهم الهمجية، وقدمتهم قربانا للعدم، أربعة أصدقاء من عشرة، ذهبوا في ريعان شبابهم دون رجعة...رابح، ساعد، زيكو، مونيا، الأولان موظفان بالأمن، واعدان حلما بالمدينة الفاضلة، وبتغيير العالم، زيكو أرى وجهه اليوم في صورة ابنه وليد الذي صار الآن رجلا، ويراسلني عبر الأنترنيت، كم يشبهه!، مونيا الفتاة المدللة التي درست معنا في الثانوية، وطالما فكت خلافاتنا الصفرية في النادي، وكنا نذعن لسلطتها الحريرية، لكي لا تغضب فنفقد زهرة تصنع ربيعنا في أيام البلد الكئيبة..."[55].
وتعيد رواية "ما لم تحكه شهرزاد القبيلة" لفضيلة بهيليل -في ثلاثة مواطن مختلفة- استحضار العبارة التي سمعتها "جمعة" بطلة الرواية أول ما وطأت قدماها عتبة بيت زوجها، وهذه العبارة هي: "الله يدخلها بالربَح علينا...هاذي حمامة زايدة فينا.."[56]. إذ تتكرر هذه الترنيمة للمرة الثانية في الصفحة الرابعة والثمانين، ثم للمرة الثالثة في نهاية الرواية وبالتحديد في الصفحة الثامنة والثمانين.
وأخيرا في رواية "الملحد بقي بن يقظان" لعبد الرشيد هميسي، تتكرر جملة "يا بقيّ، ما وراء الأشياء إلا الله"[57] على لسان إمام المسجد "سي لمين" الذي يرددها ثلاث مرات على مسمع بطل الرواية "بقي" الذي كان ملحدا ومشككا في وجود الله، قبل أن يهتدي إلى الحقيقة بعد أكثر من ثلاثة أشهر قضاها تائها في الصحراء، قادته إلى اكتشاف بعض أسرار هذا الكون، وإلى إدراك دلائل عظمة الخالق عز وجل، وبلوغه درجة اليقين في معرفة حقيقة وجوده، الأمر الذي جعله، يسر بالقول في نهاية الرواية: "ما أعجب الأقدار، أذهب إلى الصحراء ملحدا فتردني مؤمنا!"[58].
3-4- المحكيّ المؤلّف: وهو أن يحكى مرّة واحدة في الخطاب ما حدث عدّة مرّات في القصّة. ومن أمثلته، قولنا: فلان ينهض باكرا. وتجسده الصيغة الرياضية الآتية: [1R/nH][59]؛ أي:1خ/س ق. (مرة واحدة في الخطاب ما حدة مرات في القصة). ومن أمثلته في الرواية الجزائرية، بعض النماذج الواردة في رواية "ذاكرة الجسد"، كالآتي:
-"في ذلك اليوم الأخير، حاول (سي طاهر) أن يحافظ على نبرته الطبيعية، وراح يودعني كما كان يودعني كل مرة قبل معركة جديدة"[60].
-"أكان ذلك الجسر أحب شيء إلي حقا، لأقف بتلقائية لأرسمه وكأنني وقفت لأجتازه كالعادة؟ أم تراه كان أسهل شيء للرسم فقط؟ لا أدري..أدري أني رسمته مرات ومرات بعد ذلك، وكأني أرسمه كل مرة لأول مرة. وكأنه أحب شيء لدي كل مرة"[61].
-(كان لقاؤنا يتكرر كل يوم تقريبا، كنا نلتقي في تلك القاعة نفسها في ساعات مختلفة من النهار، فقد شاءت المصادفات أن يصادف معرضي عطلة الربيع المدرسية. وكنت تملكين ما يكفي من الوقت لزيارتي كل يوم. فلم يكن لك أي دوام جامعي"[62].
-"لا تطرقي الباب كل هذا الطرق..فلم أعد هنا. لا تحاولي أن تعودي إلي من الأبواب الخلفية...لا تطرقي الباب كل هذا الطرق سيدتي..فلم يعد لي باب"[63].
ومن أمثلته أيضا، تعبير السارد في رواية "ما تشتهيه الروح" لعبد الرشيد هميسي بصيغة الحكاية المؤلفة عن الرؤيا التي تكررت معه سبع مرات:"الغريب أن الحلم نفسه تكرر معي سبع مرات متواليات..."[64]. ثم أربع عشرة مرة: "لكن الله لم يتركني لقراري هذا فقد تكرر معي المنام أربع عشرة مرة..."[65]. وهناك عديد الأمثلة في الرواية الجزائرية عن المحكي المتواتر، يمكن أن نقتصر منها على الآتي:
-"كان المطر يسقط كل يوم حقا والسماء غائمة في الفترات التي يتوقف فيها عن الهطول..."[66].
-"كنت أخترق كل صباح المدينة وأرى. أما اليوم فقد اختفت جميع المتاريس والحواجز تحت أكوام الثلج وبدت شرفات البيوت المصفدة بالحديد مسدلة الأعين. بيضاء مغمضة النوافذ..."[67].
-"بعد أن صلينا على ميتنا-وكنت أصلي مجددا بعد سنوات من توقفي عن ذلك-هم الشباب بحمل النعش والإسراع به إلى المقبرة فتدخل أبي وطلب مني أن نحمل نعشنا ونمضي به..."[68].
"في كل مرة خلال هذا الأسبوع، أحاول مكاشفة صاحبة القرط الحديدي بهذا الخبال..."[69].
-"تطل عين آدم، وهي تتمدد في كسل غير مبالية بزائرات الصباح، ولا بهذه السيارة التي بدت كالدابة العجوز، وهي تناور للتجاوز هذا المنحدر الصخري الصلد، وتفلت من قبضة هذا الجبل الأناني المتسلط..."[70].
-"في صباح ذلك اليوم، دخلت الحمام أربع أو خمس مرات..."[71].
-"...وكان ، كل يوم سبت، يأتي في الصباح ضابط في الجيش، يجمع الجنود والقادة الصغار في باحة الثكنة، يقف أمامهم، ممسكا أوراقا بين يديه، ويحكي لهم تفصيلات من تلك الحرب..."[72].
-"والدي كان أجيرا عند أحد الفلاحين، لا يعود إلا مع غروب الشمسن حين تسكن الطيور إلى أوكارها ويرجع الرعاة خلف قطعان الماشية. هناك في الريف كان يمضي نهاره في غرس أشجار الزيتون والليمون وجني محاصيل أخرى مما يحين ميعاد قطفه. ثم يرجع مهدود القوى شاحب الوجه، وغالبا ما كان رب عمله يوصله إلى المنزل، وأحيانا أخرى، أو في غالب الأحيان..أجل، في معظم الأحيان كان يكتفي بإيصاله إلى مدخل القرية ثم يرجع إلى منزله..."[73].
"تذكرت أيضا ذات فجر بيوم جمعة، حينما كانت كعادتها تصلي الصبح...وطالما كان يعود والدي من المسجد فيجدها لا تزال على سجادتها تدعو الله وتذكر أذكار الصباح، وتلبث على تلك الحال حتى يطلع الصبح فتذهب لتعد لنا القهوة والخبز الساخن مع الزبدة"[74].
-"إنه مكان بلا ظل، تسطع فيه الشمس طوال اليوم وعلى مدار السنة..."[75].
-"...ستأتي المرأة مجددا في الصباح..."[76].
-"وصلت للمحطة، ونزلت دون أن أدفع لقابض الحافلة الحقيرة..الشاب المتذاكي، غفل عني فانحدرت كمن لا يبالي بشيء. ليست المرة الأولى التي أفعل فيها هذا"[77].
-"قضيت أياما صعبة، متخفيا وجائعا، نمت في محطة الحافلات بالخروبة لعدة ليال..."[78].
-"سنوات اجتثت من رحم الزمن، كانت ستكون من أحلى سنوات عمرنا لولا أن التغيير السريع في البلد أجهضها، فتحول الإنسان فيه إلى شيء آخر، قادم من خارج التاريخ. لم نشعر بمرورها، ولسذاجتنا انتظرنا نهاية هذا الجنون الجماعي كل مطلع يوم جديد، فتشابهت الأيام ولم يتغير شيء..."[79].
-"...شهران مرا علي وأنا سجين في هذه الغرفة المعتمة، آكل وأشرب، وألتقي خيرة ست مرات في اليوم..."[80]. "...ستة أشهر من الهمس، صارت خيرة تزورني أكثر من ست مرات في اليوم، متذرعة بأشياء خارج رزنامة تقديم الطعام أو حمل الصحون وتنظيف الغرفة، كأن تملأ البرميل أو تنظف المرحاض..."[81].
-"ست وعشرون عاما. كنت طيلتها أنام باكرا وأستيقظ بالمثل..."[82].
-"لاحظ عمي محمود وصولنا المريب فقد عهد مني عدم خروجي يوم الجمعة إلا بعد صلاتها..."[83].
-"...وبدل أن تفرض عقوبات مادية على كثيرات الولادة صارت تفرض جسدية، فيجعلون من يشاؤون بلا أرحام والباقيات ولادة قيصرية كل ثلاثة أو أربعة أعوام"[84].
-"منذ سنوات أتنقل عبر الحافلة، لا أهتم كثيرا للركاب ولا إلى السائق، دوما تأخذ النافذة المساحة الأكبر من اهتماماتي فأختار بعناية مقعدا مجاورا لها..."[85].
-"لا أذكر كم ليلة تسللت إلى الكيس الذي أخفيته تحت طاولة الأغطية، ولا كم مرة غفوت على حلم أن أستيقظ صباحا وصوت أمي يناديني للذهاب إلى المدرسة"[86].
إن القاسم المشترك الذي يجمع بين هذه المقاطع السردية جميعا، هو أن الأحداث فيها جاءت بصيغة الحكاية التأليفية التي يكتفي فيها الخطاب بسرد الأحداث المتكررة في القصة، مرة واحدة لا أكثر، ذلك لأن المحكي التأليفي يقوم على الاختزال والتكثيف السردي، وعلى تجاوز الكثير من الأحداث من زمن القصة، والعمل على ضمها وضغطها في الخطاب إلى درجة يتوهم القارئ أنها من قبيل المحكي المفرد. ومما يتميز به المحكي المؤلف إسهامه في تسريع الوتيرة الزمنية لسرد الأحداث، واستغنائه عن ذكر التفاصيل والجزئيات المرتبطة بالأحداث السردية المتكررة في الواقع، مكتفيا بالإشارة إليها بصيغة تأليفية جامعة في النص السردي، وهو ما جعل الحركة الزمنية المناسبة للمحكي التأليفي تتماهى مع الحركة الزمنية لتقنية التلخيص الزمني.
[1] : Voir, Gérard Genette, Figures III, p : 218.
[2] : Voir, Ibid. p :218.
[3]: عبد الكريم ينينه، هاوية المرأة المتوحشة، ص: 15.
[4]: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.
[5]: المرجع نفسه، ص: 33، 34.
[6]: المرجع نفسه، ص: 163.
[7]: المرجع نفسه، ص: 184.
[8]: الحبيب السائح، تماسخت، دم النسيان، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2002، ص: 11.
[9]: Voir, Gérard Genette, Figures III, p : 218.
[10] : Voir, Op. cit, p. p :218.
[11]: سالمي ناصر، الألسنة الزرقاء، ص: 11.
[12]: المرجع، نفسه، ص: 19.
[13]: المرجع نفسه، ص: 55.
[14]: المرجع نفسه، ص: 73.
[15]: المرجع نفسه، ص: 97.
[16]: المرجع نفسه، ص: 133.
[17]: المرجع نفسه، ص: 161.
[18]: المرجع نفسه، ص: 193.
[19]: المرجع نفسه، ص: 245.
[20]: بومدين بلكبير، زوج بغال، ص: 17، 18.
[21]: أحمد طيباوي، اختفاء السيد لا أحد، ص: 7.
[22]: المرجع نفسه، ص: 27.
[23]: المرجع نفسه، ص: 29.
[24]: المرجع نفسه، ص: 33.
[25]: المرجع نفسه، ص: 39.
[26]: المرجع نفسه، ص: 55.
[27]: عبد اللطيف ولد عبد الله، عين حمورابي، ص: 87.
[28]: Voir, Gérard Genette, Figures III, p : 219.
[29]: Voir, Ibid. p :219.
[30]: أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص: 14.
[31]: المرجع نفسه، ص: 15.
[32]: المرجع السابق، ص: 51.
[33]: المرجع نفسه، ص: 65.
[34]: المرجع نفسه، ص: 30، 32، 243، 324، 325.
[35]: المرجع نفسه، ص: 36، 42، 55، 64.
[36]: المرجع نفسه، ص: 59، 63، 64، 79، 117، 136، 142، 284.
[37]: المرجع نفسه، ص: 339، 340، 341، 344، 346، 358، 366،
[38]: الحبيب السائح، من قتل أسعد المروري، ص: 07.
[39]: المرجع نفسه، ص: 08.
[40]:المرجع نفسه، ص: 37، 38.
[41]: المرجع نفسه، ص: 38.
[42]: المرجع نفسه، ص: 40، 41.
[43]: المرجع نفسه، ص: 53.
[44]: المرجع نفسه، ص: 58.
[45]: المرجع السابق، ص: 67، 68.
[46]: المرجع نفسه، ص: 90.
[47]: المرجع نفسه، ص: 91.
[48]: المرجع نفسه، ص: 215.
[49]: ينظر، المرجع نفسه، ص: 70، 81، 82، 85، 90، 117، 119، 122، 145، 151، 155، 184، 186، 189، 195، 196، 197، 198، 199، 200، 207، 208، 210، 211، 212، 213، 227.
[50]: عبد الكريم ينينه، هاوية المرأة المتوحشة، ص: 12.
[51]: المرجع نفسه، ص: 13.
[52]: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.
[53]: المرجع نفسه، ص: 14.
[54]: المرجع نفسه، ص: 19.
[55]: المرجع نفسه، ص: 37.
[56]: فضيلة بهيليل، ما لم تحكه شهرزاد القبيلة، دار المثقف للنشر، الجزائر، ط1، 2020، ص: 09.
[57]: عبد الرشيد هميسي، الملحد بقي بن يقظان، دار ميم للنشر، الجزائر، ط1، 2022، ص: 90.
[58]: المرجع السابق، ص: 136.
[59]: Voir, Gérard Genette, Figures III, p : 220.
[60]: ذاكرة الجسد، ص: 35.
[61]: المرجع نفسه، ص: 63.
[62]: المرجع نفسه، ص: 100.
[63]: المرجع نفسه، ص: 376.
[64]: عبد الرشيد هميسي، ما تشتهيه الروح، ص: 12.
[65]: المرجع نفسه، ص: 15.
[66]: حسين علام، خطوة في الجسد، ص: 107.
[67]: المرجع السابق، ص: 161.
[68]: إسماعيل يبرير، وصية المعتوه-كتاب الموتى ضد الأحياء-، دار ميم للنشر، الجزائر، ط1، 2013، ص: 13.
[69]: الصديق حاج أحمد، كامارادْ رفيق الحيف والضياع، ص: 53.
[70]: سالمي ناصر، الألسنة الزرقاء، ص: 13.
[71]: سعيد خطيبي، حطب سراييفو، ص: 21.
[72]: المرجع نفسه، ص: 55.
[73]: عبد الحفيظ عمريو، وسادة الموت، ص: 14، 15.
[74]: المرجع نفسه، ص: 115.
[75]: عبد اللطيف ولد عبد الله، عين حمورابي، ص: 09.
[76]: أحمد طيباوي، اختفاء السيد لا أحد، ص: 18.
[77]: المرجع نفسه، ص: 24.
[78]: المرجع نفسه، ص: 26.
[79]: عبد الكريم ينينه، هاوية المرأة المتوحشة، ص: 14، 15.
[80]: المرجع نفسه، ص: 136.
[81]: المرجع نفسه، ص: 140.
[82]: ربيحة حدور، عقم شرف، دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، الجزائر، ط1، 2021، ص: 43.
[83]: المرجع نفسه، ص: 84.
[84]: فضيلة بهيليل، على هامش صفحة (قصص)، دار الكلمة للنشر والتوزيع، أدرار، الجزائر، ص: 77.
[85]: فضيلة بهيليل، وعادت بخفي حَنين، مجموعة قصصية، دار المثقف للنشر، الجزائر، ط1، 2019، ص: 41.
[86]: فضيلة بهيليل، المادة 64 (قصص)، دار الأمير للنشر والتوزيع، توجة للنشر والتوزيع، ط1، 2021، ص: 40.