تختلف اجراءات تطبيق دراسة الحالة من اخصائي لآخر ويكمن هذا الاختلاف في تقديم او حذف او تأخير بعض الاجراءات المتبعة وفيما يلي سنجمل هذه الاجراءات:

-1دراسة وتحليل الطلب:

ويقصد به الصيغة التي يتقدم بها المريض الى الاخصائي النفسي بغية تحديد المشكل المراد دراسته ولدراسة الطلب اهمية كبيرة جدا في بداية العلاقة العلاجية بين الطرفين وتتلخص هذه الاهمية فيما يلي:

*معرفة الصيغة التي تقدم بها المريض ان كانت مباشرة أو غير مباشرة يعني ما إذا كان المريض يصف مشكلته بشكل مباشر أو يلمح لها فقط.

*معرفة ما إذا كان المريض قد أتى بنفسه للعلاج أو جيئ به من طرف شخص ثالث.

*معرفة ماذا كان مشكل المريض يدخل ضمن أولويات الأخصائي أو أخصائي أخر.

-2تقديم البيانات حول المريض:

يعتبر تقديم المريض من الخطوات المهمة جدا في عملية التحليل وهي :

*بيانات أولية حول المريض حيث تشمل الاسم واللقب والعمر ومعلومات متعلقة بالحالة المدنية والاجتماعية زيادة على معلومات مهنية الخ.

*السوابق الشخصية والعائلية :ويندرج ضمنها جميع البيانات المتعلقة بالأمراض التي عانى منها المريض او العائلية.

*Anamnèse او مايعرف بتاريخ الحالة : ويقصد بها عملية جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بماضي المريض .كالتاريخ المريض المرضي والمعاش النفسي والاجتماعي.

-3التشخيص :

يعتبر التشخيص عبارة عن افتراض مبدئي يقوم الاخصائي بوضعه انطلاقا من الخطوات السابقة ويمكن أن يستند على محكات التشخيص كالدليل الاحصائي والتشخيصي للأمراض العقلية.

كما يمكن تعرفه بانه تلك العملية التي يتم  فيها تقييم العوامل الشخصية بشكل شامل وكلي من خلال ادوات لتحديد الخطة العلاجية.

ومن اهم اهداف العملية التشخيصية نذكر ما يلي :

-تحديد العوامل المسببة للاضطراب

-تقدير درجة الاضطراب

-التنبؤ بمسار وتطور الاضطراب.(حجازي مصطفى 1979ص48)

-4تصنيف البيانات:

تعتبر عملية تصنيف البيانات من أهم العمليات التي تساعد الاخصائي على تسهيل عملية التشخيص بحيث يعتمد على أربعة معايير في عملية التصنيف لأنه بعد جمع المعطيات من عديد المقابلات سيجد نفسه امام كم هائل من المعلومات العامة والخاصة والتي يسعى من خلالها استخلاص مؤشرات ذات دلالة مرضية متعلقة بمشكل او اضطراب المريض وعلى اثر هذا يلزمه الاستناد على ما يلي:

المعيار العقلي: ويشمل كل الاعراض المتعلقة بالمشكل المعرفية والعمليات العقلية كالتفكير واللغة والانتباه والذاكرة ومدى ترابط وتفاعل هذه الوظائف مع بعضها البعض بالإضافة الى قياس درجة الذكاء عند المريض.

المعيار العاطفي: ويتضمن كل البيانات المتعلقة بالجوانب العاطفية والوجدانية بالإضافة الى الحالة المزاجية للمريض.

المعيار الاجتماعي: يضع فيه الاخصائي كل المعطيات المتعلقة بالمعاش الاجتماعي والروابط العلائقية مع الافراد الذين يتعايش كالأسرة وافراد العمل الخ.

المعيار الجسدي: لا يجب على الاخصائي اهمال الجوانب والعلامات الجسمية التي قد تؤثر بطريقة او بأخرى على الصحة النفسية.

-5التحليل:

عادة ما نطلق على التحليل بانه تقديم دلالة نفسية لكل المعطيات التي تم جمعها عن طريق مجموعة من الادوات المستعملة فهو مرحلة اساسية في دراسة الحالة تساعد على تتبع وفهم اصل واسباب الدوافع التي تدفع الى المرض وربط الاحداث ببعضها البعض من اجل التوصل الى صورة واضحة عن التوظيف النفسي. وللقيام بذلك لابد للأخصائي النفساني الممارس ان يكون على دراية جيدة بالعديد من الخلفيات النظرية التي تمكنه من التحكم في المفاهيم السيكولوجية وتوظيفها بما يتناسب مع معطيات الحالة.

-6كتابة التقرير النفسي:

كخطوة اخيرة يلجآ إليها الاخصائي أثناء دراسة الحالة الا وهي كتابة الحوصلة النفسية او التقرير النفسي وهو عبارة عن ملخص لكل المحصل الذي استنتجه الأخصائي من العمليات السابقة .وكتابة التقرير لها عدة ايجابيات يمكن تلخيصها فيما يلي:

-التقرير النفسي يحمي الأخصائي ويعتبر كبصمة قانونية يمكن الاستفادة منها قضائيا.

-يسهل عملية المتابعة في حالة ما اذا كانت جلسات المريض متقطعة .

-يساعد الاخصائي على معرفة السوابق المرضية للأفراد عند علاج احد أقاربهم كالأبناء مثلا.

(عزيزة عنو ،2017،ص58)


Last modified: Wednesday, 3 April 2024, 3:50 PM